لطالما أراد البعض منذ القدم ، أن يتواصلوا مع الأرواح والعالم الآخر ، في شغف منهم لمعرفة المزيد حول هذا العالم ، وخباياه ، وسكانه من الجان والأرواح ، ولكن هذا الطريق للعالم الآخر موصد بإحكام ، ويحتاج مفتاحًا خاصًا ، من أجل الولوج إليه وكشف أغواره ، ومن بين الطرق التي تعارف عليها العديد من البشر ، ما يُعرف بـ لوح الويجا ، فما قصة هذا اللوح ؟

البداية ..
تعود فكرة الويجا إلى العصور القديمة ، وتحديدًا في الصين القديمة ، حيث كان كهنة إحدى الديانات يستخدمون أسلوب كتابة يُدعى فوجي ، وهذا الأسلوب مستخدم للاتصال بالأرواح في العالم الآخر ، حيث كان الكهنة يقومون بأداء طقوس الصلاة الخاصة بهم .

ثم يمسكون بعصا رفيعة ، ويكتبون بها ، ما شاؤوا من الكلمات على الرمال ، مدعين أن الأرواح هي من تكتب وليس هم ، وبنفس الطريقة وعلى مر العصور ، زعم كل من أراد أن يعلن اتصاله بالأرواح ، بأن الروح تتلبس أحد الأجساد ، وتوصّل رسائلها عن طريقه ، أو أنها تقوم بكتابتها على الأوراق مستخدمة يد أحد الأشخاص أيضًا.

ومع التطور ، والشغف الشديد في معرفة العالم الآخر يومًا بعد يوم ، خاصة مع التطور التكنولوجي الذي قدم للعلم ، والبشرية حللوا للكثير من الألغاز الغامضة ، قام شخص يُدعى أليجة بوند عام 1890م ، باختراع لوحد سماه الويجا ، لا يتطلب قدرات مرتفعة من المستخدم ، سوى القدرة على قراءة الحروف والأرقام عليها ، وذلك بعيدًا عن طرق الوسطاء الروحانيون في التواصل مع الأرواح.

طريقة لعب الويجا ..
لوح اللعب مستطيل وينطوي على الحروف والأرقام الإنجليزية كلها ، وبها كلمات نعم ، لا ، مرحبًا ، وداعًا ، والأمر بسيط للغاية ، يجتمع ثلاثة أفراد على ضوء شمعة ، ويقومون بطرح سؤال هل معنا أحد الآن ؟ ، قد يأتي الجواب فورًا ، وقد يتأخر قليلاً ، وقد لا يأتي أبدًا .

روايات مشرقة وأخرى مظلمة ..
منذ ظهور الويجا ، وقبل شكله المتعارف عليه حاليًا ، انتشر حول الناس أفكار بشأن استخدامه ، وكانت كلها غريبة فقد تمنحك الأمل ، أو الخوف ، أو الظلام الأبدي ، ففي أحد الأيام ، شاهد شخص يدعى لويس برادبيرس  ، بناية ضخمة في وسط مدينة لوس أنجلوس .

وقرر هذا الشخص تحويل حلمه إلى حقيقة ، وعرض صورة المبنى التي رآها في مخيلته على رسام مغمور ، وطلب منه رسمها كما حلم بها ، وتردد الرسام قليلاً نظرًا لخبرته الضعيفة في الهندسة .

فقام بعرض الأمر على زوجته التي كانت تعمل معه ، فأحضرا لوح الويجا وسألا بشأن المبنى ، فجاءت الإجابة أن المشروع سوف يكون ناجحًا ، ومن أجابهما كان مارك ، اخ الرسام الصغير الذي كان قد توفى قبل ستة أعوام ، وبالفعل أقام الرسام المبنى ، وصار حتى يومنا هذا من أشهر المعالم الأثرية في لوس أنجلوس.

قصة أخرى عن السيدة كورن ، التي لم تكن تؤمن بلوح الويجا ، ولكنها في أحد الأيام ، ذهبت لتلعبها مع صديقتها ، فإذا بروح فتاة انجليزية تم تهجيرها إلى أمريكا ، ولاقت حتفها على يد الهنود الحمر ، وكانت تلك الفتاة شاعرة متميزة ، بعد هذه التجربة ظلت الفتاة توحي إلى السيدة كورن بشعرها ، حتى أصدرت ديوانًا شعريًا وصارت من أشهر الشعراء في أمريكا .

وعلى الجانب الآخر ، لم تكن الويجا شيئًا ملهمًا بهذه الطريقة إلى الأبد ، ففي عام 1920م ، في بلدة تُدعى سيريتو ، ألقت قوات الشرطة القبض على سبعة رجال ، بعد أن فقدوا عقلهم تمامًا ، وفتاة في الخامسة عشرة من عمرها .

حيث تجردت من ثيابها تمامًا وبالتحقيق معها ، قالت أنها أرادت التواصل مع الأرواح ! ولم تقف الحوادث في هذه البلدة عند هذا الحد ، بل ألقي القبض على أحد رجال الشرطة ، بعد أن تجرد من ثيابه في أحد البنوك المحلية ، ووقف يرقص ، فأحضروا أطباء نفسيين لفحص أهالي البلدة ، وحظر وقتها استخدام لوح الويجا .

وتتعدد القصص المريبة بشأن الويجا ، ولكن يبقى رأي العلماء هو الأكثر تعقلاً في هذا الشأن ، حيث أشاروا إلى أنها لعبة رخيصة ليس لها أساس من الصحة ، وأنها مجرد وسيلة يضحك بها من صنعها على السذج ممن يصدقونها .

By Lars