في إحدى المدن العراقية ، كانت تعيش عائلة مزدهرة تسمى عائلة فيشيا ، وكان لدى الإسرة شاباً مميزاً يسمى بوديستافا ، وكان هذا الشاب يتمتع بالعزيمة القوية والإصرار وقوة الإرادة ، وتربي بوديستافا على مساعدة أسرته ، في الأعمال العائلية حيث اشتهرت عائلة بالتجارة ، وكان في بعض الأحيان يسافر بوديستافا إلى مدن آخري للعمل .
بوديستافا يقود قافلة تجارية :
وفى يوم من الأيام قاد الشاب بوديستافا ، رحلة عمل مكونة من خمسمائة من رجال الأعمال ، وكانوا جميعاً يحملون بضائعهم على عربات يقودها الثور ، وكان بوديستافا هو زعيم العربة الأولى ، والآخرين يتبعونه .
قاد بوديستافا القافلة في الصحراء ، وقطعوا مسافة طويلة في الصحراء ، حتى اشتدت حرارة الجو ، وشعروا الجميع بالإنهاك والتعب الشديد من الشمس الساخنة ، ولم يستطيعوا استكمال المسيرة .
بوديستافا يامر القافلة بالراحة حتى المساء :
فقال بوديستافا وهو قائد القافلة : دعونا نستريح هنا اليوم ، وسوف نستأنف رحلتنا في المساء ، فنأمل أن يكون الطقس باردًا إلى حد ما ، فتوقف رجال القافلة وأوقفوا عربات الثور ، وأعطوا العلف والماء إلى الثيران وذهبوا للاستراحة .
القافلة تضل الطريق فى الصحراء :
حل المساء فنادى رئيس القافلة بوديستافا ، قائلاً : يا رجال هيا علينا الاستعداد لاستكمال الرحلة ، والمدينة ليست بعيدة جداً ، ونحن سوف نصل في الصباح ان تحركنا الآن ، نهض الرجال وركبوا عربات الثور ، واصطفوا طابور طويل واحد تلو الأخر ، ولتخفيف الأحمال عنهم قد أفرغوا العربات المحملة بالماء ، على أمل أن تملأ العربات بالماء العذب في المدينة ، وأعربوا عن أملهم في عدم زيادة المسافة في الصحراء .
واصلت القافلة رحلتها في الظلام طوال الليل ، دون أن يدركوا ما إذا كان الاتجاه الصحيح أم لا ، وفي الفجر أدركوا أنهم فقدوا الطريق ، وقرروا أن يعودوا إلى نفس المكان ، كانت الشمس تزداد سخونة ، حيث كانت القافلة تبحث عن المكان .
القافلة تموت عطشاً :
وأخيراً وصلت القافلة إلى نفس المكان حيث كانوا في اليوم السابق ، ولكن قد ألقوا بالفعل الماء الذي كان معهم ، وهم الآن يشعرون بالعطش ، وتوقفت العربات في دائرة ، كانوا يموتون من شدة العطش .
بوديستافا يبحث عن ماء فى الصحراء:
قرر بوديساتفا التحرك ، للبحث عن المياه في الصحراء ، وبدأ يبحث عن أحد الآبار المائية في الصحراء ، ولكن بحثه ذهب عبثاً ، ثم بدأ يبحث عن بقعة مناسبة حيث يمكن العثور على المياه الجوفية .
انتقل بوديستافا إلى أبعد من ذلك ووجد بعض الصبار ، فعلم أنه المكان المناسب للحفر ، لأن الصبار لن ينمو بدون مياه جوفية ، فبدأ يحفر في تلك المنطقة حتى وصل إلى صخرة كبيرة على عمق كبير .
فنظر له الرجال وشعروا بخيبة الامل وبكوا ، لأن تلك الصخرة لن يستطيع اختراقها ، لكن بوديستفا كان يتمتع بقوة الإرادة والعزيمة القوية ، ولم يدع الصخرة تقف مانعاً أمامه عن الوصول لهدفه ، وهو الحصول على الماء .
بوديستافا ينقذ القافلة من الموت عطشاً :
خرج بوديستيفا من الحفرة ، وقال لأصدقائه: إذا لم نفعل شيئًا ، فنحن متأكدون من الموت من العطش ، وقد سمعت المياه تحت الصخرة ، دعونا نحاول كسر الصخرة بأي ثمن ، وسنحصل بالتأكيد على المياه ، ويجب أن نملك القوة والشجاعة ، فلنحاول مرة أخرى بثقة .
ولكن الشعب كان متعباً جداً ، وعطشاً ولا يستطيع المضي قدماً في بذل المزيد من الجهود ، لكن بدأ بوديستفا يبث في الرجال روح العزيمة والأمل ، وطلب من الرجال أن يحدث كل رجل ضربة واحدة على الصخرة .
وبالفعل بدأ الرجال واحد تلو الاخر يضرب الصخرة ضربة واحدة ، حتى خرجت المياه عبر الصخرة وشربوا جميعاً ، استكملت القافلة المسيرة ، وسرعان ما وصلوا إلى المدينة ، وهكذا نجح بوديساتفا ، مع تصميمه وشجاعته أن ينقذ حياة رفاقه ، وعلاوة على ذلك فإن نافورة المياه أصبحت مكاناً للمسافرين ، لإرواء عطشهم وراحتهم .
حقاً أن قوة الإرادة والشجاعة هي مفتاح النجاح ومفتاح إنقاذ الإنسان من أشد الأزمات التى تواجهه فى الحياة .
مترجمة عن قصة : WATER IN DESERT