قصة الاخوان والسيارة
في يوم من الأيام عندما خرج رام من مكتبه، رأى صبياً يتجول في الشارع ويشاهد سيارة رام الجديدة اللامعة، وكان معجبًا بها، ثم سأل الصبي رام “هل هذه سيارتك؟”، أومأ رام برأسه وقال ” قد قدمها لي أخي يوم عيد ميلادي.”
ذهل الصبي الصغير من رد رام وقال له “تقصد أن أخوك أعطاك السيارة ولم تدفع له شيئًا؟ بالطبع كان رام يفهم ما يريد الصبي قوله، فقد كان يتمنى لو أن يكون له أخ مثل أخي، لكن ما قاله الصبي أوقع رام في دهشة وذهول، فتابع الصبي وقال له “أتمنى أن أكون مثلا أخيك وأصنع ما صنعه معك.”
نظر رام إلى الصبي بذهول، ثم قال له باندفاع: “هل تريد في ركوب سيارتي؟” فأجاب الصبي “أوه نعم ، سأحب ذلك”، وبعد رحلة قصيرة بالسيارة، استدار الصبي وعيناه متوهجة ، وقال: “هل تمانع في قيادة سيارتك أمام منزلي؟”، فابتسم رام قليلاً، وكان يعتقد أنه يعرف ما يرغب به الصبي، وهو أنه يريد أن يُظهر لجيرانه أنه يمكنه ركوب سيارة كبيرة إلى المنزل، ولكن رام أخطأ التفكير لمرة أخرى.
سأل الصبي رام “هل ممكن أن تتوقف عند هاتين السلمتين؟”، ثم ركض بالصعود للدرج، ثم سمعه رام بعد قليل وهو عائد، لكنه لم يكن سريعًا بل بطيئاً، كان يحمل شقيقه الصغير المعاق، وقد أجلسه على الدرج، ثم ضغط على كتفه ثم أشار له على السيارة.
وقال الصبي “ها هو يا أخي كما أخبرتك منذ قليل، أعطاها شقيقه هذه السيارة ولم يكلفه فلسا واحداً، في يوم من الأيام سأعطي لك واحدة مثل هذه السيارة تمامًا، ومن ثم يمكنك التجول وترى بنفسك كل الأشياء الجميلة من نوافذ المتجر التي طالما كنت أحاول إخبارك عنها “، ثم نزل رام ورفع الصبي المعوق إلى المقعد الأمامي لسيارته ومن ثم صعد الأخ الأكبر ذو العينين اللامعة إلى جانبه وبدأ الثلاثة في رحلة لا تنسى.
قصة الاخوان والبئر
في إحدى المرات في إحدى القرى البعيدة كان يعيش شقيقان معاً، وفي يوم بينما كانا كلاهما يلعبان، ابتعد كلاهما جداً عن القرية ولم يتوقعا بعدهما عن منزلهما، وظلوا يعبان وفي المكان الذي كان يلعبون به الآن كان هناك يوجد بئر ليعطي القرية بالمياه، بطريقة ما قد تعثر الأخ الكبير وسقط داخل البئر وهو يلعب بجواره، وظل الاخ الصغير وحيدًا هناك يسعى لمساعدته حتى يخرج من البئر، لكنه لم يمتلك القوة الكافية لهذا، بالكاد كان يرفع دلوًا مملوءًا بالماء، وبهذا إن سحب أخيه من البئر كان أمر أشبه بالمستحيل.
لكن لم يكن للاخ الضعير خيار آخر، فكان عليه أن ينقذ حياة أخيه، فبدأ بالصراخ ويطلب المساعدة ، لكن لم يوجد أحد في هذا الوقت من اليوم ليساعدهم، لم يفكر في أي شيء آخر، سرعان ما أمسك الاخ الصغير دلو الماء وألقاه في البئر حتى يمسكه شقيقه، وقال له أن يمسكه بإحكام قدر الإمكان بالدلو، بمجرد أن أمسك شقيقه الأكبر بالدلو، بدأ الاخ الاصغر في سحب الحبل بكل قوته والتي كان يمتلكها في كل جسده، وظل يقوم بالسحب والشد لأن هذا هو كل ما يهم في تلك المرحلة حتى تمكن في النهاية من إنقاذ أخيه.
عندما عادوا إلى القرية بعد معانقة بعضهم البعض والسعادة بما إنجازه الاخ لاخيه في ذلك اليوم، كانوا أيضًا خائفين قليلاً عن كيفية إخبار والديهم أو سكان القرية بما حدث لهما، وحين وصول الأخين إلى القرية، لم يصدق أحد قصتهم عندما رواها لهم، وضحكوا جميعًا لأنهم كانوا يعرفون أنه من المستحيل أن يسحب الشقيق الأصغر أخيه الكبير من داخل البئر، لكن شخصًا من القرية قد صدق كلامهم وأخذه على محمل الجد وقرر الذهاب معهم إلى الرجل الأكثر حكمة في القرية ليرى ما إذا كانوا يقولون الصدق أم لا.
ذهبوا جميعًا وقالوا القصة إلى أحكم رجل في قريتهم، والمدهش إن الرجل الأكثر حكمة لم يضحك أو يرفض تصديق حكايتهم، بل كان يعتقد أنه صدق، وحين سأله الناس عن تفسير الأمر بدأ يتكلم “السؤال الأهم هنا ليس كيف أخرج أخيه الأكبر من البئر بل كيف أمكنه ذلك ؟! ألقى بالدلو بالحبل وعندما أمسك شقيقه الدلو بإحكام، بدأ في سحب الحبل وأنقذ شقيقه قد يكون هذا سهل، لكن الأمر المثير للدهشة هنا هو، كيف يمكنه فعل هذا في حين أنه من الواضح أنه صغير من أن يفعل شيئًا كهذا ” ثم توقف قليلاً، واستغرق بعض الوقت للتفكير والتوقع، ثم تكلم مرة أخرى “عندما نظر حوله في وقت اتخاذ قرار بخصوص إنقاذ شقيقه أو الترشح للمساعدة، لم ير أحدًا حوله يمكنه أن يخبره أنه لا يستطيع فعل ذلك وان ما سيقوم به لا يكفي لإنقاذ أخيه، فهو في الحقيقة، كان وحيدًا هناك لدرجة أنه لم يتمكن حتى من سماع نفسه يقول إنه لا يمكنك فعل الأمر، لذا مع عدم وجود أي شخص يمنعه أو يثبط عزيمته، وبدون صوت من داخله لا يمكنك القيام بهذا، فقد ذهب وفعل ذلك بدافع الحب الاخوي وصلة الرحم التي هي أقوى من أي شيء أخر”.
قصة الاخوان المزارعان
في مرة من ذات المرات كان يوجد شقيقان يعملان ويعيشان معًا داخل مزرعتهما، وقد كان أكبرهم رجلاً متزوجًا وله أسرة كبيرة والصغير كانغير متزوج، في نهاية كل يوم كانا يتقاسما الأخوان معاً كل المكاسب بالتساوي، وكانا ينتجان ويربحا من أي شيء يحصلان عليه من المزرعة.
ثم في إحدى الأيام قال الأخ الأصغر لذاته، “ليس من العدل أن نتشارك بشكل متساوي في الإنتاج وفي الربح، فأنا أعيش وحدي واحتياجاتي بسيطة قليلة، لذا كان يأخذ كيسًا من الحبوب من سلة المهملات كل ليلة ويتسلل عبر المزلاعة التي بين منازلهم، ويضع بها في صندوق أخيه.
في خلال ذلك، قال الأخ المتزوج في ذاته: “ليس من العدل أن نتقاسم الإنتاج والربح بالتساوي، بعد كل شيء فأنا رجل متزوج ولدي زوجتي وأولادي للاهتمام بي خلال السنوات القادمة، كما أن أخي ليس لديه أحد يعيله، ولا أحد سيعتني به في المستقبل فكان في كل ليلة، كان يأخذ كيسًا من الحبوب ويلقيه به بسلة مهملات أخيه الوحيد، استمر هذا المنوال لسنوات وكان كلاهما في شك من حقيقة أن إمداداتهم من الحبوب لم تقل أبدًا، ومن ثم في ليلة مظلمة جدا تقابل الشقيقان ببعضهما البعض وبالتدريج حدث لهما ما يجري ومن ثم أسقطوا أكياسهم وعانقوا بعضهم البعض.