قصة السجين البريء ديكسون مع لعبة الغولفقصة السجين البريء ديكسون مع لعبة الغولف

قصة السجين البريء ديكسون مع لعبة الغولف ظل فالنتينو ديكسون Valentino Dixon قابعًا في السجن لمدة 27 عام ،

بسبب جريمة قتل لم يرتكبها وبينما كان وراء القضبان بدأ في رسم ملاعب الجولف ،

وتلك الرسومات هي التي لعبت دورًا هاما في إطلاق سراحه في نهاية المطاف ،

فبعد قضاء 27 عامًا في السجن ، أصبح الآن فالنتينو ديكسون حرًا .

قصة السجين البريء ديكسون مع لعبة الغولف

ففي 19 سبتمبر / أيلول خرج ديكسون من السجن وهو يبلغ من العمر 48 عامًا ،

بعد إخلاء محكمة مقاطعة إيري في نيويورك لإدانته في القتل ،

وقد كان هناك خلف حريته تلك وهما : مجموعة من طلاب جامعة جورجتاون ، ومجلة غولف دايجست .

وذلك بعد أن أمضى ديكسون أكثر من نصف حياته سجينًا خلف القضبان في “مرفق أتيكا الإصلاحي” بنيويورك ،

حيث كان يقضي هناك عقوبة السجن لمدة 40 سنة في قضية تورانو جاكسون الفتى الذي قتل قبل 27 عامًا في أحد شوارع نيويورك .

الجريمة :


في 10 أغسطس / آب 1991م تم إطلاق بعض الأعيرة النارية في الهواء في أحد شوارع مدينة بوفالو في نيويورك،

فجُرح ثلاثة أشخاص وقُتل شخص واحد هو الشاب جاكسون البالغ من العمر 17 عامًا ،

وحينها اتهم ديكسون لأنه كان بالمكان وقت إطلاق الأعيرة النارية .

ولكنه ادعى أنه كان في متجر مجاور يشتري البيرة عندما سمع الطلقات ، وقبل وقت قليل من ذلك كان ديكسون البالغ من العمر 21 عامًا ،

قد خرج من السجن بكفالة وقال أنه سرعان ما غادر المكان أثناء وقوع الحادث ،

ومع ذلك وبعد ساعات قليلة كانت الشرطة على بابه تلقي القبض عليه بتهمة قتل جاكسون .

والغريب أنه  لم يكن هناك أي دليل مادي يربط ديكسون بالقتل ،

وعلاوة على ذلك أنه بعد يومين من إطلاق النار اعترف رجل آخر يدعى لامار سكوت بالقتل ،

لكن على الرغم من هذا أُدين ديكسون بالجريمة في عام 1992م وأُرسل إلى السجن .

موهبته :


كان ديكسون فنانًا موهوبًا منذ صغره ، وعندما تم حبسه خلف القضبان ، اختار لنفسه هواية يمارسها كوسيلة للترفيه والعثور على الراحة ،

وبناء على اقتراح من السجان بدأ ديكسون في رسم ملاعب للجولف ، ومن هنا بدأ يتأقلم ويشعر بالراحة على الفور .

وأوضح ديكسون بعد ذلك لمجلة ” غولف دايجست” حينما كان يتحدث عن رسم أول ملعب غولف له : “

كان هناك شيء ما حول العشب والسماء ، فقد كنت أشعر بالملل من رسم الحيوانات والناس ،

وبعد 19 عامًا في منشأة إصلاح أتيكا بنيويورك ، كان منظر حفرة الغولف يتجلى أمامي ، وقد ظهر الرسم جميلًا وهادئًا .

وكان الغريب في الأمر أن ديكسون لم يلعب الجولف من قبل ،

ولكن بعد رسم مساره الأول في اللعبة أقرضه زميله في الحجرة نسخه من مجلة لعبة غولف دايجست ،

وبدأ ديكسون في إنشاء رسومات أخرى مبنية على صفحات المجلة .

ويقول ديكسون أنه خلال فترة عامين فقط رسم أكثر من 130 ملعبًا مختلفًا للغولف ،

ويعتقد أن سجنه قدم له هدفًا جديدًا ، حيث قال : “أعتقد أن الله وضعني هنا لرسم ملاعب الغولف” ،

كما كتب ديكسون في غولف دايجست  يقول : ربما سألعب الغولف يومًا ما .

وفي صفحات المجلة وجد ديكسون أكثر بكثير من مجرد صور ملاعب الغولف التي أثرته ،

لقد وجد شخصًا يمكن أن يتصل به أثناء تصفح الصفحات ،

فقد قرأ ديكسون مقال عبر عمود كتبه محرر بمجلة غولف دايجست ويدعى ماكس إدلر ،

وكان المقال بعنوان “الغولف أنقذ حياتي”

شعر ديكسون بنفس الشيء وقرر أن يكتب إلى إدلر ، ويرسل له بعض رسوماته وفي الرسالة المرفقة بالرسومات التي أرسلها إلى إدلر ، أخبره ديكسون عن نفسه وأنه بريء ، وهي حقيقة كان قد احتفظ بها لنفسه طيلة فترة سجنه .

وقد قال الكاتب إدلر : “كنت في البداية معجبًا جدًا بفنه ، لكنني لم أكن متأكدًا من إدانته ، والتي أخذت الكثير مني من البحث العميق ، ولكني فكرت وكان هذا رائع لقد كان لدى الرجل بالفعل أدلة خطيرة للعدالة تنقذه ، فقررت أن أعمل عليها .

بدأ إدلر في البحث في القضية وفي عام 2012م ، نشر في مجلة غولف دايجست الملف الشخصي  لديكسون ، فجلبت القصة موجة جديدة من الاهتمام الإعلامي ، وفي النهاية استحوذت على عيون الطلاب في  جامعة جورجتاون لعام 2018م ، حينما قاموا بعمل مشروع بعنوان إصلاح السجون ، والذي بدأوا من خلاله التحقيق في تفاصيل قضية ديكسون .

ثم قاموا بتتبع الشهود فحصوا الوثائق ، وزاروا ديكسون في السجن وحشدوا كميات هائلة من الأدلة الجديدة ، وساعدت أبحاث الطلاب بالتعاون مع محامي ديكسون السيد دونالد طومسون في تقديم القضية إلى مكتب النائب العام ، وقدموا أدلة هامة وجديدة بما في ذلك شهود عديدين قالوا أن ديكسون بريء .

وهكذا تمت تبرئة ديكسون من تهمة القتل ، وتم إطلاق سراحه ويخطط ديكسون الآن لتكريس حياته لمحاربة الاحتجاز بالاشتباه ، حتى لا يقع غيره فريسة للسجن دون أن يكون مذنب ، وبالطبع حقق ديكسون أمنيته بلعب جولة جولف هذا العام .

إقرأ المزيد من القصص على موقعنا

تابعونا على الفايسبوك

By Lars