لا توجد جريمة كاملة ، هكذا هو قانون العدل السائد ، فمهما طال الزمان فإن الجرائم لا تموت كما يعتقد البعض ، وكم من جرائم وقعت منذ أعوام ولكن تم اكتشافها ، وقد تكون للصدفة النصيب الأكبر من عملية اكتشاف الجرائم ، وهو ما حدث بالفعل في روسيا مع أحد المزارعين الروس ، والذي اكتشف جريمة وقعت منذ عشرين عامًا .
بقايا جثة في حديقة المنزل :
بينما كان مزارع روسي يعمل في حديقة منزله ؛ عثر أثناء حفره بالحديقة على بقايا جثة لرجل مذبوح منذ عشرين عامًا ، أسرع المزارع إلى زوجته البالغة من العمر 60 عامًا ليخبرها بما حدث معه ؛ حيث أنه أصبح أمام مشهدًا مروعًا فجأة ، وحينما علمت زوجته بهذه الواقعة ؛ ردّت عليه بكل برود :”لا تقلق ؛ إنها جثة زوجي الأول” .
طلبت الزوجة ذات الستين عامًا من زوجها المزارع أن ينسى الأمر ، وأن يقوم بدفن بقايا جثة زوجها الأول التي عثر عليها ، كما طلبت منه ألا يقوم بإخبار الشرطة حتى لا يعلم أحد أن قاتل الزوج هي الزوجة نفسها ، وذلك حتى لا يتم معاقبتها في مثل هذا السن وبعد مرور كل هذا الوقت .
لماذا قتلت زوجها الأول :
بدأت الزوجة تروي لزوجها المزارع قصة قتلها لزوجها الأول وكيف قتلته ، حيث قالت له أنها تخلصت منه عن طريق ضربه بالفأس ، وكان في ذلك الوقت يبلغ من العمر 52 عامًا ، وأكدت الزوجة أنها قتلته لأنها كانت تدافع عن نفسها من العنف الذي كان يستخدمه معها .
أخبرت الزوجة زوجها الثاني أن زوجها الأول عاد يوم الحادث إلى منزله في منطقة أومسك بسيبيريا ، وكان في حالة سكر ولم يكن في حالته الطبيعية ، مما جعله يتعدى عليها بالضرب المبرح ، فقامت هي بإحضار الفأس ثم طعنته حتى الموت .
قامت الزوجة بعد أن تأكدت من موت زوجها بدفن جثته في حديقة المنزل الذي تعيش به ، ثم أخبرت الناس بأنه قد ذهب من أجل العمل ولم يرجع إلى المنزل ، ليعتقد الجميع أن الزوج قد اختفى في ظروف غامضة ، ثم تزوجت هذه الزوجة من المزارع الذي اكتشف جريمتها بعد عشرين عامًا ، وعاشت مع زوجها الجديد بنفس المنزل الذي دفنت بحديقته جثة زوجها الأول .
الزوج الثاني يبلغ الشرطة :
بعد أن استمع المزارع إلى قصة زوجته مع زوجها الأول ؛ لم يستطع الصمت والتستر على هذه الجريمة ، فقام على الفور بالذهاب إلى قسم الشرطة ، حيث أبلغ عن جريمة زوجته بحق زوجها الأول ، وفعل ذلك عن اقتناع دون أن يفكر في زوجته ومصيرها فيما بعد .
وتم القبض على الزوجة القاتلة ، وبمواجهتها بما قاله الزوج الثاني ؛ اعترفت على الفور بما فعلته في زوجها الأول ، وقد تبين بعد ذلك كيفية تمزيقها لجسد زوجها باستخدام الفأس ، وقد تم توجيه تهمة القتل العمد لتلك الزوجة ، كما تم تحديد عقوبة قصوى من أجلها تصل إلى عشر سنوات فقط في السجن .
وهكذا فإن الجريمة لم تُقتل مع مقتل الزوج ، بل إنها مضت لمدة عشرين عامًا وكأنها لن تظهر مجددًا ، غير أنها خالفت كل توقعات القاتلة ، ليتم اكتشاف جريمتها التي تحدثت عنها مع زوجها بأعصاب باردة في قولها :” إنها جثة زوجي الأول”.