لم يقتصر ارتكاب جرائم القتل على الطبقات الجاهلة في المجتمع ؛ بل إنها طالت الطبقات العليا من المثقفين والسياسيين وحتى قد نالت من بعض العاملين بالهيئات القضائية ، وهذا ما يؤكد أن نسبة الجرائم في تزايد مستمر حول العالم .
لقد قامت زوجة عضو بالمكتب السياسي في الصين بقتل أحد رجال الأعمال البريطانيين بطريقة معينة حاولت من خلالها إخفاء معالم جريمتها ؛ غير أن الجريمة طاردتها حتى تمكنت السلطات من القبض عليها ومثولها أمام المحكمة لتنال جزاء فعلتها .
القاتلة وجريمتها :
إنها “غو كاي لاي ” وهي زوجة لأحد أعضاء المكتب السياسي بالصين الذي عُزل عن منصبه ويُدعى “بو تشي لاي” ، وكانت تبلغ من العمر 53 عامًا وقت ارتكابها للجريمة ، وكانت تمارس عملها كمحامية دولية ؛ غير أنها لم تراع قوانين وظيفتها ومناصب زوجها العليا ؛ فكسرت كل القواعد لتُقدم على ارتكاب جريمة شنعاء .
قامت القاتلة بقتل رجل أعمال من بريطانيا يُدعى “نيل هايوود” خلال عام 2011م ؛ والذي كان من المقربين من أسرة القاتلة ، وضعت المتهمة سمًا قاتلًا داخل كوب لمشروب أحضرته من أجل القتيل ذات ليلة من ليالي شهر نوفمبر ، وتمت الجريمة في أحد الفنادق الفاخرة بمدينة شونغكينغ ؛ والتي كان يعمل بها زوجها كسكرتير للحزب الشيوعي ، وحاولت القاتلة أن تحول جريمتها إلى انتحار حيث قامت بتوزيع بعض الأدوية حول السرير وقامت بوضع لافتة على الباب مكتوب عليها “ممنوع الإزعاج ” حتى تبدو الجريمة وكأنها انتحار .
القبض على القاتلة :
تمكنت السلطات خلال وقت قصير من القبض على المتهمة التي ما لبثت أن امتثلت أمام المحكمة حتى اعترفت اعتراف تام بارتكابها للجريمة ؛ كما أنها أكدت أنها تعاني من نوبة اكتئاب جعلتها تعيش وكأنها في كابوس ؛ كما أوضحت أن هذه القضية قد تسببت في الكثير من الأضرار الجسيمة للبلاد والحزب وكان عليها أن تتحمل المسؤولية كاملة .
الحكم الصادر ضد القاتلة :
بعد اعتراف القاتلة والتحقق من كونها هي المسئولة الأولى عن الجريمة ؛ قامت الهيئة القضائية بمحكمة مدينة هيفي بإصدار حكم الإعدام على القاتلة ؛ غير أن المحكمة قامت بتعليق ذلك الحكم وهو ما يعني أن الجانية ستمتثل لمحاكمة أخرى لتكون عقوبتها هي السجن المؤبد ؛ وهو القانون الذي يسري بأغلبية عظمى داخل الصين ؛ حيث يتحول حكم الإعدام الموقوف إلى السجن المؤبد .
ردود الفعل في بريطانيا بعد إصدار الحكم :
أكدت السفارة البريطانية الموجودة في بكين من خلال بيان أصدرته أنها ترحب بالتحقيق في قضية مقتل نيل هيوود وبمحاكمة المسئولين عن ارتكاب الجريمة ، كما أوضح البيان أن بريطانيا كانت تعبر دائمًا وبصورة واضحة إلى السلطات الصينية عن رغبتها في تطبيق المعايير الدولية الخاصة بحقوق الإنسان أثناء إصدار الأحكام التي تتعلق بهذه القضية ؛ كما أكدت على رغبتها في عدم تنفيذ عقوبة الحكم بالإعدام .
تقديم بعض مسئولي الشرطة إلى المحاكمة :
قام بعض مسئولي الشرطة بمحاولة تضليل العدالة أثناء التحقيق في تلك القضية ؛ حيث عمدوا إلى التزوير وإخفاء الحقائق ؛ غير أن السلطات الصينية قدمتهم إلى المحاكمة وصدرت ضدهم أحكام تتراوح ما بين 5 و 11 عامًا ، وقد تسببت هذه الجريمة في فضيحة إلى زوج القاتلة الذي أثارت إقالته من منصب السكرتير الإقليمي داخل الحزب الشيوعي ضجة كبيرة في الأوساط السياسية بالصين ؛ كما أصبح يواجه بعض الاتهامات الموجهة من الحزب بأنه قد ارتكب مخالفات كبيرة خلال الحملة التي أقامها على المافيا داخل إطار منطقته .