تترك الجرائم بصمة غامضة يحاول رجال الشرطة الوصول إلى حلها ؛ عن طريق الوصول إلى الجاني واستجوابه عن الأسباب التي جعلته يقوم بالإقدام على جريمته ، وقد تكون الجريمة لنزاعات شخصية او من أجل السرقة أو الانتقام ، ولكن ما يثير الغموض الأكبر هي تلك الجرائم الجماعية التي يروح ضحيتها العشرات أو ربما المئات من الناس ، وتزداد تلك الجرائم في الأعمال الإرهابية ، ولكن حينما لا ترتبط الجريمة بالإرهاب فإنها تترك غموضًا كبيرًا .
حدثت في جامعة فيرجينا بالولايات المتحدة الأمريكية حادثة شديدة الغموض ؛ حيث تعرضت جامعة فيرجينا للتكنولوجيا إلى حادثة إطلاق نيران في يوم 16 أبريل من عام 2007م ، كانت عملية استهداف جماعي ، وانتهت الجريمة بوقوع العشرات من القتلى والضحايا ؛ غير أن الدوافع وراء تلك الجريمة لم تتبين مُطلقًا ؛ وذلك بسبب انتحار الجاني الذي قام بعملية إطلاق النار .
ذهبت التحليلات أن السبب وراء قيام الجاني بجريمته ؛ هي علاقة حب فاشلة تعرض إليها ؛ ولكنها مجرد اعتقادات لازالت راسخة في العقول حتى الوقت الحالي ، يُدعى الجاني شو سينج ؛ وكان يبلغ من العمر 23 عامًا .
كانت تلك الحادثة هي الأسوأ في تاريخ حوادث الجامعات الأمريكية ، وعبرّ الرئيس الأمريكي آنذاك “جورج بوش” عن أسفه لما حدث قائلًا : إن ما حدث ؛ هو يوم حزن للأمة الأمريكية بأسرها ” ، وقام الرئيس الأمريكي بالمشاركة في الحفل الذي أقامه الطلاب من أجل تأبين الضحايا من زملائهم .
الجاني هو شو سينج الذي وُلد عام 1984م ، وكان طالبًا وافدًا من كوريا الجنوبية ، كان يدرس في السنة الأخيرة في الجامعة بقسم اللغة الإنجليزية ، كان يقيم داخل السكن الجامعي الخاص بالطلاب ، وبعد ارتكاب جريمته ؛ قام رجال الشرطة بالبحث في غرفته ؛ فتوصلوا إلى معلومات خطيرة .
عثر رجال الشرطة في غرفة الجاني بالسكن الجامعي على رسائل تتضمن تفاصيل مفزعة ؛ كما كانت هناك إيصالًا خاصًا بشراء سكاكين وسلاح ناري ، وهو ما يدل على سبق الإصرار في القيام بتلك المذبحة الجماعية ؛ والتي خلفّت وراءها 33 قتيلًا و28 مصابًا ، كما تركت العديد من الألغاز حول هذه الجريمة الشنعاء .
تحدث أحد طلاب الجامعة إلى قناة “تي سي آي” موضحًا أن البداية كانت بسبب وقوع نزاع عنيف بين الجاني شو سينج وصديقته المزعومة داخل عنبر النوم الموجود بالجامعة ، وانتهى الشجار بإطلاقه للنار على صديقته وعلى المشرف الخاص بالعنبر ، وقام الجاني بعد تلك الحادثة بساعتين بالتوجه إلى المبنى الدراسي نوريس هول .
حينما وصل الجاني إلى المبنى الدراسي ؛ قام باستخدام سلسلة حديدية من أجل إغلاق البابين الأمامي والخلفي الموجودين بواحدة من قاعات الدراسة ، ثم قام بإطلاق النار على ثلاثين طالبًا ؛ كانوا في حالة تلقي درسًا خاص باللغة الألمانية .
بعد أن انتهى الجاني من هجماته داخل الجامعة ؛ قام بإطلاق الرصاص على مؤخرة رأسه ؛ التي انفجرت على الفور ؛ وأصبح من الصعب أن يتم التعرف على هويته ، انتحر الجاني وترك خلفه العديد من التساؤلات والألغاز المحيرة حول تفاصيل تلك الجريمة .
كان معظم القتلى في المذبحة من الطلاب الأمريكيين ، ووُجد بينهم بعض الطلاب العرب ؛ حيث قُتل طالب مصري وطالبان من لبنان في تلك المذبحة البشعة ، وقامت الجامعة في نهاية ذلك العام المؤسف باستخراج شهادات فخرية للتخرج من أجل منحها للضحايا ، وقام جون ابي زيد بحضور ذلك الحفل ؛ وهو جنرال بالجيش الأمريكي وتدرس ابنته بالجامعة نفسها التي وقع فيها الحادث الأليم .