تنتشر جرائم القتل في كل مكان بالعالم ؛ ويسعى رجال الشرطة جاهدين إلى الوصول السريع إلى الجاني ؛ وذلك من أجل أن ينال عقابه وألا يهرب من جريمته ، وتركت الجرائم بمختلف أنواعها وأدائها أثرًا سيئًا على النفوس ، وهناك العديد من الجرائم التي باتت لغزًا بلا حل ، وهناك من نجح رجال الشرطة في الوصول إلى الجاني خلال فترة زمنية قصيرة للغاية .
يوجد أيضًا ما هو غريب في عالم الجريمة ، ومن أغرب القضايا التي شهدها المجتمع الأمريكي ؛ قضية مقتل أحد مواطنيها ؛ وليس مقتل الشخص هو الغريب ؛ ولكن الغريب في الأمر هو أن يقوم ببغاء بكشف لغز جريمة قتل ذلك المواطن بعد عامين من وقوع الجريمة ؛ حيث كان يعيش معه في البيت .
قد عثرت السلطات الأمريكية على مواطن يُدعى “مارتن دورام” مقتولًا داخل شقته ؛ نتيجة تلقيه خمس رصاصات اخترقت جسده ، ولم يكن يوجد في مسرح الجريمة سوى الجاني والمجني عليه والببغاء الذي يُطلق عليه اسم “بود” ؛ وهو الذي شهد اللحظات الأخيرة في حياة الضحية .
كان الببغاء يردد الكلمات الأخيرة التي جاءت على لسان القتيل قبل وفاته بلحظات ؛ مما أدى إلى سهولة الوصول إلى القاتل عن طريق ذلك الببغاء الذي ساعد رجال الشرطة في كشف حقيقية مقتل مارتن .
استطاع رجال الشرطة التأكد من أن زوجة القتيل والتي تُدعى “جلينا دورام” هي التي قامت بتنفيذ جريمة قتل زوجها ؛ بإطلاق خمس رصاصات متتالية باتجاه جسده ، كما أثبتت الشرطة أن القاتلة حاولت أن تنتحر بعد أن انتهت من جريمتها باستخدام نفس المسدس الذي قتلت به زوجها ؛ غير أن محاولة الانتحار قد باءت بالفشل .
كانت محاولة انتحار الزوجة قد جعلت السلطات تعتقد أنها ضحية لهجوم غاشم ؛ أطاح بزوجها وكاد أن يقتلها ؛ مما جعل الشبهات المتعلقة بالجريمة تبتعد عنها ، كانت القاتلة تؤكد براءتها من دم زوجها القتيل ، ولم تفكر مُطلقًا أن الشرطة ستقوم بالوصول إلى حقيقة إدانتها بسبب ذلك الببغاء .
كانت المفاجأة صادمة وساحقة بالنسبة للقتيلة ؛ التي وجدت نفسها مدانة في قبضة رجال الشرطة ؛ الذين قاموا بتوجيه الاتهام إليها بقتل زوجها مع سبق الإصرار والترصد ، لم يكن يخطر ببالها أن الببغاء الذي كان يعيش معهما ؛ قد حفظ كلمات زوجها الأخيرة واستمر في ترديدها .
كان الببغاء يكرر في نهاية كلامه عبارة “لا تُطلقي..” ، ومن الواضح أنها العبارة التي كان يأمل بها القتيل العفو من زوجته ؛ مما جعله يتوسل إليها بعدم إطلاق النيران ؛ غير أنها لم تخضع لتلك التوسلات البائسة ؛ وقامت بتنفيذ جريمتها بلا تردد ، ولكن الجريمة كانت غير كاملة لأنها حدثت في وجود ببغاء ذكي يردد الكلام .
لم يتراجع رجال الشرطة في قرار القبض على القاتلة وتوجيه الاتهام إليها اعتمادًا على كلام الشاهد الوحيد الذي حضر وقت وقوع الجريمة ؛ وهو الببغاء ، وبالفعل أخذت المحكمة بشهادته ، وتم التأكد من أن الزوجة هي القاتلة بالفعل .
بعد مقتل مارتن ؛ قامت زوجته السابقة “كريستينا كيللر” بأخذ الببغاء ليعيش معها ؛ من أجل أن تعتني به ، فلاحظت ما يقوله الببغاء وما يردده من عبارات تدل على طريق الوصول إلى الجاني في قضية مقتل مارتن ، لم تتوانى السيدة كريستينا في الذهاب إلى السلطات الأمريكية المسئولة عن ملف القضية ، وهناك قام الببغاء بترديد الحوار الذي دار قبل وقوع الجريمة ، وذلك ما أثبت تورط زوجته جلينا ؛ مما أدى إلى القبض عليها ؛ لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتنفيذ العقوبة القانونية التي تستحقها .
أصبحت شهادة الببغاء من أغرب الأمور التي حدثت تاريخيًا ؛ في واحدة من جرائم القتل الأمريكية ، وذلك يدل على أن معظم الجرائم في العالم غير مكتملة الأركان ، ودائمًا يوجد الدليل الذي يصل من خلاله رجال الشرطة إلى القاتل ؛ مهما طالت الفترة الزمنية على حدوث الجريمة .