الصورة النمطية التي اعتدنا عليها لزوجة الأب دائمًا هي أنها شريرة ، امرأة قاسية تكره هؤلاء الأطفال لزوجها ، ممن سبقتها ولكن قد ينظر بعضنا للأمر قائلاً ، ما ذنب هؤلاء الأبرياء في تلك العلاقات المتفسخة بين أبناء المجتمع الواحد ؟ ولكن لا حيلة لنا فيما تفعله النفس البشرية بأصحابها ، فقد تُسلط عليهم لتدفعهم لارتكاب أفظع الجرائم في حق ، تلك الأرواح البريئة التي لا حول ولا قوة لها ، كما حدث مع الطفلة زهرة بيكر .

زهرة بيكر:
وكأن سرطان العظام ليس كافيًا ، لإحالة حياة الصغيرة تلك إلى جحيم وألم ، حتى أتاها العذاب من جانب آخر ليقضي عليها تمامًا .

قصة زهرة بيكر من أكثر القصص المأساوية التي نالت اهتمامًا إعلاميًا ، على نطاق واسع بكافة أنحاء استراليا خاصة وأن الطفلة كانت ذات ستة أعوام فقط لا غير ، وقد تعرضت خلال تلك الفترة القصيرة التي عاشتها إلى كافة أنواع الألم والعذاب .

ولدت زهرة عام 1999م في إحدى ضواحي واجا واجا الاسترالية ، وعقب ولادتها أصيبت أمها باكتئاب ما بعد الولادة ، وتركتها لوالدها آدم بيكر ليتعني بها ، ومضت مبتعدة عن كل هذا الكم من الألم النفسي حتى لا تؤذي الصغيرة .

قام آدم بيكر والد زهرة ، بالعناية بها وتنشئتها بمفرده ، حتى بلغت الطفلة خمسة أعوام إلا أنها في هذا العمر الصغير ، بدأت تعاني من آلام بالعظام وظهرت عليها ، علامات المرض الشديد فاصطحبها والدها للفحص ، فتم تشخيص مرضها بسرطان العظام ، الذي سرعان ما أتى على ساقها اليسرى ، فتم بترها لسوء حالتها الشديدة ، وأصيبت حاسة السمع لديها ، وسرعان ما انتقل المرض اللعين ليصيب رئتيها .

بحلول عام 2008م ، كانت حالة زهرة قد استقرت عما سبق ، وهنا قرر الأب أن يستمتع بالحياة قليلاً هو وابنته المريضة ، بعد أن ذاقا مرارة المرض وآلامه طوال الفترة التي مضت ، فقرر الانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، برفقة زهرة وفرد جديد انضم للعائلة ، وهي زوجته إليسا .

بحلول عام 2010م تلقى رجال الشرطة بولاية نورث كارولينا الشمالية اتصالاً من زوجة الأب آدم بيكر أنها تبحث عن ابنة زوجها المختفية ، حيث اختفت آثار الطفلة وأشعل أحدهم النيران في ممتلكاتهم الخاصة بالإضافة إلى وجود رسالة ، متروكة تطالب بفدية تقدر بمليون دولار ، في مقابل إطلاق سراح ابنة رئيس آدم بيكر زوجها في العمل ، وأنها تعتقد بأنه قد تم اختطاف زهرة بالخطأ بدلاً من ابنة الرئيس هذا .

هرع رجال التحقيقات للبحث عن الطفلة المختفية ، خاصة وقد علموا بأن الطفلة مريضة للغاية ، وكانت في هذا الوقت لا يتعدى عمرها العشرة أعوام فقط ، وببعض البحث والمجهود تبين لهم من شهادات البعض بأن الطفلة متغيبة عن المنزل ولم يرها أحدهم ، منذ أكثر من أسبوعين وليس كما ادعت زوجة أبيها ، أنها تغيب منذ أيام قليلة فقط .

مع المزيد من البحث بدأت الشكوك تحوم حول الزوجة وسلوكها ، تجاه الطفلة المريضة زهرة ، حيث تبين من شهادات الجيران بأن الطفلة المسكينة ، قد عانت كثيرًا من سوء معاملة زوجة أبيها لها ، حيث كانت تضربها بعنف شديد .

بالطبع الشهادات الجديدة لشهود العيان من الجيران ، دفعت رجال التحقيقات للمزيد من البحث ، مع تشككهم في أمر زوجة أبيها ، وبالفعل عقب المزيد من التحري تم العثور  ، على الساق الصناعية لزهرة في محيط ممتلكات العائلة ، خلف المنزل مباشرة ومن هنا ، تم إخضاع إليسا للتحقيق فورًا من أجل الطفلة .

تم اختبار إليسا وبواسطة جهاز كشف الكذب ، والذي فشلت في الصمود أمامه ، خاصة عند سؤالها عن استطاعتها على أذية زهرة ، ومع المزيد من الضغط النفسي عليها ، اعترفت إليسا بأنها قتلت الطفلة ، وقطعت جثتها في دورة المياه ، ثم قامت بتفريقها في أماكن مختلفة حتى لا يتم العثور عليها بسهولة .

ثم قامت بكتابة رسالة الفدية حتى تعمل على تضليل رجال التحقيقات ، لإخفاء جريمتها التي لم يتضح أن الزوج قد شارك فيها ، على الرغم من عدم إبلاغه عن اختفاء ابنته قط ، والتي أشار الجيران بأنها قد اختفت قرابة الأسبوعين وليس يومين فقط ، خضعت إليسا إلى محاكمة عاجلة بعد اعترافها ، وثبوت الأدلة الدامغة عليها وتم الحكم عليها بالسجن لفترة لا تقل عن خمسة وعشرين عامًا .

By Lars