كان الضابط عمر عبد النبي يرأس فرقة محاربة العصابات الإجرامية ، وفي إحدى الليالي وفي تمام الساعة الثانية ظهراً ، تم إبلاغه بهجوم عصابة مسلحة بالسكاكين ، على مقهى المسافرين ، وسلبوا من صاحب المقهى أمواله ، وسلبوا من النزلاء المال والأمتعة.
فتوجه الضابط مسرعاً وكان برفقته أربعة من عناصر فرقته ، وحاصر المقهى بغلق النوافذ والأبواب ، لكنه لن يتمكن من إطلاق النار على أفراد العصابة ، لاختلاطهم بالنزلاء والمسافرين .
فتعين عليه الاكتفاء بالاشتباك المباشر ، واقتحم المقهى وفي غضون ثلاثة دقائق تمكن من شل حركة ثلاثة ، من أفراد العصابة لكنه علم أنهم أربعة أشخاص بينما هرب المجرم الرابع ، نحو مطبخ المقهى للفرار من الباب الخلفي .
فتبعه الضابط عمر عبد النبي وكان المجرم ممسكاً ، بسكين كبير وعندما أقترب منه الضابط عمر عبد النبي ، وجه السكين نحو الضابط فأصابه في وجهه ، وفقع عيناه اليسرى بعد لحظات تم القبض على المجرم ، ونقل الضابط إلى المستشفى .
ورغم الجهد الذي بذله الأطباء ، لن يتمكنوا من أعادة البصر للضابط مرة اخرى ، وعلم الضابط عمر عبد النبي ، أن عيناه اليسرى لن ترى النور مرة أخرى ، وأثناء محاكمه أفراد تلك العصابة ، نفى زعيمها أنه فقع عين الضابط ، وتم الحكم عليه بالسجن ستة أشهر في إدانته ، بالأفعال الأخرى التي نسبت إليه .
بينما قضى الضابط قرابة أربعة أعوام قيد العلاج ، وكان يأمل أن يستعيد بصره مرة أخرى لكن دون جدوى ، ولم يحل الضابط عمر على التقاعد ، بل تحول عمله للإدارة داخل مركز الشرطة فقط .
وكان يرى الضابط عمر أن من تسبب في فقع عينه ، لم ينل العقاب الذي يستحقه وفكر كثيرا في الانتقام ، بطريقته ولكن رئيسه المباشر كان يحرص في كل مرة على تهدئته والتخفيف عنه ، وطلب منه أن لا يضع نفسه على ذات مستوى ذلك المجرم ، الذي لا شك أنه سيلقي جزائه يوماً ما ، فقبل الواقع .
مرت ثلاثة سنوات والمجرم المذكور والملقب بالشيطان ، يزداد شراسة ويجول المدينة شرقاً وغرباً ينشر الرعب في كل مكان ، ولا أحد يقوى على مواجهته وكثيراَ ما نصبت له الشرطة فخاخ ، لكن بدهائه تمكن من الافلات منها .
وفي أحد الأيام تغيب عدد من الضباط ، في مهمة خاصة وكان على رئيس العمل ، توزيع المهام على المتبقين ، فأوكل للضابط عمر بالمداومة كضابط شرطي ، وكانت الليلة هادئة ، في تمام الساعة الواحدة صباحاً ، أبلغ باقتحام مجرم لمنزل سيدة ثرية فزود الضابط سلاحه بالرصاص ، وأسرع نحو العنوان المذكور في البلاغ وفي مكبر الصوت ، طلب من المجرم الاستسلام ، لكنه صعد على سطح المنزل ، محاولاً الهرب .
فأسرع نحوه الضابط عمر عبد الغنى ، وكان المجرم يحمل كيس به نقود وذهب مما غنم به من ذلك المنزل ، وتلك المرأة الثرية وكلما أقترب ضابط الشرطة منه ، كان المجرم الملثم يلوح بالسكين يميناً ويساراً .
أطلق الضابط عمر الرصاص نحوه وأصاب ركبته وشل حركته ، وطلب منه إلقاء السكين أرضاً ، وما أن اقترب نحوه الضابط عمر عبد الغنى ، وزال قناعه حتى كشف عن هويته فهو المجرم ذاته الذي ، فقع عينيه اليسرى منذ سنوات مضت .
ابتسم الضابط وهو يشعر بالانتقام ، وتم نقل المجرم للشرطة وعند مثوله أمام القاضي اتهم الضابط ، بإطلاق النار عليه رغبة في الانتقام رغم إعلانه التسليم ، ولكن الضابط أنكر ذلك .
ولكن القاضي مال لكلام المجرم ، خاصة وهو كان علم سابق برغبة الضابط ، في الانتقام مما تسبب له بفقدان بصره بالعين اليسرى ، لكن عاد الحق لصاحبه عند التأكد أن المجرم كان ، ملثماً حين أطلق الضابط عمر عبد النبي النار نحوه وأصابه.