دائمًا ما نشعر بقدر كبير من الإثارة عن مشاهدة الأفلام، لكن في الواقع وراء سحر الأفلام والتلفزيون، يوجد الكثير من العاملين وأعضاء طواقم عمل وفناني الحركات الخطرة ومجموعة من الظروف القاسية التي يتعرض لها الأشخاص الذين يصورون المشاهد، وقد وصلت في بعض الأحيان لحد الوفاة.
وكان أخر تلك الأحداث حادثة إطلاق النار على مديرة تصوير فيلم rust وهو فيلم من أفلام الغرب الأمريكي، وكان من بطولة وإنتاج الممثل أليك بالدوين.
وكان المشهد الذي تسبب في الحادث يتم تصويره في مزرعة بشمال نيو مكسيكو، وقد تم إعطاء بوليدون سلاح من ثلاثة أسلحة كانت مجهزة للاستخدام في التصوير وهو سلاح حقيقي، لكن كان من المفروض أنه يحتوي على رصاصات فارغة.
وكانت مديرة التصوير ومعها المخرج يقفون أمام شاشة متصلة بالكاميرا لمشاهدة المشاهد التي يتم تصويرها، وقد قام بالدوين بإخراج السلاح وأطلق النار مرة، ولم تقع أي حوادث، لكن في المرة التالية التي فعل فيها ذلك طارت الذخيرة من السلاح نحو مديرة التصوير، وقد اخترقتها لتصيب المخرج الذي كان يقف خلفها.
وقعت مديرة التصوير على الأرض وبدأت تنزف بشدة وتم استدعاء الإسعاف لكنها توفيت، بينما نقل المخرج للمستشفى وظل بها فترة للعلاج.
تم القبض على الممثل وقد أكد الممثل أنه كان يعتقد أن السلاح كان فارغًا، ومع ذلك فإن فريق العمل قد شكا من ضعف الإنتاج وانخفاض ميزانية الفيلم وأن الشخص المسئول عن الأسلحة في الفيلم لم يكن لديه الخبرة في هذا المجال، وقد تم إطلاق سراح الممثل الذي أكد على أسفه مما حدث وأنه سيسعى لتأمين ظروف أكثر أمانًا في مواقع التصوير.
قصة مقتل براندون لي
في عام 1993م توفي الممثل براندون لي أثناء تصوير فيلم the crow، ولي هو ابن ممثل الفنون القتالية الشهير بروس لي، وقد كان يسير على خطى والده حتى توفي بسبب رصاصة خرجت بالخطأ من بندقية تم استخدامها أثناء التصوير، حيث كانت رصاصة من عيار 44a مستقرة في ماسورة البندقية المستخدمة في التصوير والتي كان يفترض أن تطلق عليه النار عن قرب.
وقد خرجت الرصاصة بالخطأ أثناء إطلاق عيار ناري فارغ من البندقية واخترقت بطن لي مباشرة استقرت في عموده الفقري وقد ألحقت أضرار كبيرة بأعضائه الداخلية.
وكان الممثل الشاب يبلغ من العمر حينها 28 عام وكان هو نجم الفيلم الذي كانت أحداثه تدور حول موسيقي شاب قتل على يد عصابة في الشارع ثم عاد للحياة بقوة خارقة للطبيعة.
حادث فيلم منطقة الشفق
أناء تصوير منطقة الشفق “Twilight Zone” في 1982م توفى الممثل فيك مورو واثنين من الممثلين الأطفال ، وهم رينيه شين تشين وماي كا دينه لي ،بسبب تحطم طائرة هليكوبتر في موقع التصوير.
أثناء التصوير أصيب الجزء الخلفي من المروحية بحطام المتفجرات التي انفجرت في مشهد يصور حرب فيتنام، وضربت الحطام المروحة الرئيسية للطائرة وفي تلك الأثناء كانت تحلق فوق الممثل الذي كان يحمل الطفلين، وقد أصابتهم المروحية مما أسفر عن مقتلهم، بينما سقطت الطائرة في نهر في موقع التصوير.
تم اتهام مخرج الفيلم جون لانديس بالقتل غير العمد فيما يتعلق بالوفيات التي حدثت، وكذلك أربعة أعضاء آخرين من طاقم الفيلم ، بما في ذلك طيار المروحية، لكن بعد محاكمة استمرت قرابة عام وتسعة أيام من المداولات من قبل هيئة محلفين ، تمت تبرئة الخمسة جميعًا في مايو 1987.
وبسبب هذا الحادث أنشأت نقابة المديرين الأمريكية لجنة سلامة لوضع إرشادات السلامة أثناء تصوير الأفلام.
حادث فيلم Midnight Rider
حادثة أخرى وقعت أثناء تصوير أحد الأفلام في ، في جورجيا في فبراير 2014م، حيث توفيت سارة جونز مساعدة الكاميرا أثناء تصوير الفيلم المستقل “Midnight Rider” والذي يحكي قصة الموسيقي جريج ألمان، وقد ماتت السيدة جونز أثناء المساعدة في إعداد لقطة تضمنت وضع سرير على أحد خطوط السكك الحديدة.
بعد مرور قطارين اعتقد أفراد الطاقم أنه سيكون لديهم فاصل زمني آمن للحصول على اللقطة المطلوبة فوق السكك الحديدية، والتي كانت تمثل جزء من تسلسل حلم داخل الفيلم، لكن فجأة ظهر قطار ثالث يتحرك بسرعة عالية عبر موقع التصوير، مما أدى إلى مقتل السيدة جونز وإصابة آخرين.
في وقت لاحق من ذلك العام ، توصلت عائلة سارة جونز إلى تسوية مع 11 متهمًا في دعوى قضائية على وفاتها، ولم يتم الكشف عن شروط التسوية التي وصلت إليها العائلة وفي عام 2015 ، أقر مخرج الفيلم ، راندال ميلر ، بالذنب في جريمة القتل غير العمد وقضى عامًا في السجن، كما حكم عليه بإطلاق سراح مشروط لمدة 10 سنوات.
حادث مقتل الممثل جون إريك هكسم
في 12 أكتوبر 1984 ، كان الممثل جون إريك هكسم وفريق من طاقم مسلسل Cover Up يقوم بتصوير الحلقة السابعة من المسلسل التي تحمل عنوان “Golden Opportunity”.
وقد استدعى أحد المشاهد التي تم تصويرها في ذلك اليوم أن تقوم الشخصية التي يقوم بها هكسم بإطلاق الرصاص من مسدس ماغنوم 4.4.
وبالفعل تم إعطاء الممثل مسدس يحمل طلقات فارغة، وعادة ما يتم استخدام طلقات حقيقية فارغة في مثل تلك الأسلحة ويتم تعبئة ماسورة المسدس ببارود ويتم سدها بورق أو بلاستيك لمنع البارود من الإنطلاق، وهذا البارود يستخدم حتى يعطي تأثير حقيقي للمشهد لكن يفترض أنه لا يسبب أذى إذا تم إطلاقه من مسافة بعيدة، لكنه يمكن أن يحدث ضرر عند استخدامه من مسافة قريبة.
وأثناء تصوير المشهد شعر المخرج بعدم الرضا وأراد إعادة تصوير بعض المشاهد وتم تأخير التصوير، وكان الممثل هكسم قد شعر بالملل بسبب التاخير، فجلس يلعب بالمسدس، وحاول تقليد لعبة الروليت الروسية، فقام بإفراغ الطلقات وترك واحدة فقط في المسدس ، وقام بلف دائرة السلاح الذي يحتوي على طلقة فارغة واحدة وصوبه نحو رأسه.
وبالتأكيد لم يكن الممثل على علم بأن البارود في المسدس قد يشكل أي خطر قبل أن يضغط على الزناد، وقد تسبب هذا المقذوف في كسر جزء من جمجمة الممثل ودفعها نحو دماغه، مما سبب له نزيف حاد، وخضع بعدها لعملية استمرت لخمسة ساعات، لكن دون جدوى، فبعد ستة أيام تم إعلان موته دماغيًا وهو بعمر 26 عام.