جواكين جوز مان ، هو رجل مكسيكي ، أطلق عليه اسم ” آل تشابو ” ، والذي يعني باللغة المكسيكية ، الرجل الذي تقصر قامته ، حيث كان جواكين رجلًا قصيرًا جدًا ، ويبدو عليه الضعف الشديد ، ولكنه في حقيقة الأمر ، أخطر من ذلك بكسير ، فلا الأمر يتعلق بقصر قامته ، ولا بشكله الظاهر .
آل تشابو ، هو بلا مبالغة ، الرجل الأخطر حول العالم ، إذ أنه أكبر تاجر مخدرات ، على مستوى عالمي ، وعلى الرغم من ظهوره بهيئة ، تبدو وكأنها ضعيفة ، أو عيية ، إلا أنه قوي للغاية ، ولديه حنكة رهيبة ، وذكاء منقطع النظير ، ولكنه للأسف ، استغله في الخطأ .
الحق أن جواكين جوز مان ، لديه مقدرة غير عادية في الهروب من أي مكان ، وفي أي وقت شاء ، فقد كان شخصية ألعوبية بدرجة ، لا يمكن توقعها ، فكان مهما خطط لإيقاعه في أي فخ ، يهرب منه ، كأن لم يكن ، حاول رجال الشرطة أكثر من مرة ، وبمحاولات لا حصر لها ، أن يقوموا بالقبض على آل تشابو ، إلا أنهم في كل مرة ، كانوا يفشلون فشلًا ذريعًا ، في التمكن من ذلك المجرم الخطير .
وفي المرات القليلة ، التي كان يتمكن خلالها رجال الشرطة ، من الإمساك ، والإيقاع بجواكين جوز مان ، فإنه كان يتمكن ، وبكل سهولة ، ومهما كانت هناك حراسة مشددة ، أيًا ما كان ، وأمام كل شيء ، فإن آل تشابو ، كان يتمكن من الهروب ، بشكل يسير للغاية .
فكان كثير الإفلات من الشرطة ، رغم ما يبدو على مظهره ، ووضاعته ، وعلى الرغم من ملاحقة الشرطة له ، في كل مكان ، وفي أي وقت ، فإن جهوده في مجال المخدرات ، لم تكن لتهدأ يومًا ، بل كانت جهوده في تزايد مستمر ، وتتوسع بشكل ، غير عادي ، لم يكن ذلك الرجل يخشى أي شيء ، إذ كان يقوم بتنفيذ ما يحلو له ، دون خوف من القانون ، أو غيره ، فهو لم يترك مجالًا لحساب أي شيء ، مهما كان .
ولكن لا ننسى أن لكل يوم نهاية ، فذات يوم ، تم أخيرًا ، القبض على تاجر المخدرات الأكبر على الإطلاق ، وتم استدعاؤه للمحاكمة ، التي كانت بدورها مشددة ، بشكل لا يمكن الفرار منه ، وبذلك يكون أكبر تاجر مخدرات ، وأثرى أثرياء رجال العالم أجمع ، قد نال جزاء جوره ، وأفعاله التي تضر البشرية ضررًا فادحًا .
فهما طال يوم الظالم ، فلا بد له من نهاية ، حتى وإن ظن أنها مستبعدة ، فسيجزى بها أينما كان ، ووقتما كان .