أصبح اسم الشهيد فرمان خان من الأسماء المعروفة في المملكة عامة وفي جدة خاصة ، وذلك بعد أو وجه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بإنشاء مركز طبي يحمل اسمه ، وذلك لأن فرمان خان قد ضحى بحياته من أجل إنقاذ حياة أربعة عشر شخص من الموت .
قصة فرمان خان :
ولد فرمان خان في بلدة فقيرة في باكستان تسمى وادي سوات في مايو عام 1977م ، وكان له تسعة إخوة وأخوات ، وكان والده رجل فقير يسمى الشيخ عمر رحمن وكان يملك دكان صغير ، وقد تزوج سلمان منذ عام 2011 م تقريبًا ورزق بثلاثة بنات .
لم يكن فرمان يحمل أحلامًا كبيرة ولا طموحات ضخمة ، ولكن كل همه كان توفير حياة كريمة لعائلته ، ولذلك قرر مثل الكثيرين أن يسافر بحثًا عن لقمة عيش كريمة ، ومثل الكثيرين أيضًا استقبلته المملكة حيث كما استقبلت مجموعة من أقاربه منهم شقيقه الأكبر ، وقد استطاع أن يحصل على عمل في بقالة الشفاء التي تقع في حي الحرازات أحد بلديات أم السلم الفرعية بجدة .
وكان فرمان في الواقع شخص عادي يعيش حياة عادية إلا أن زملائه وأصدقائه المقربين أكدوا أنه كان شخصًا ورعًا ومؤمن حيث كان يهتم بالمواظبة على الصلاة والذكر وقراءة القرآن الكريم ، كما أنه كان بارًا بوالديه كما ذكر أحد أقربائه .
ويبدو أنه كان صادق في معاملته مع الله لذلك اصطفاه المولى عز وجل لينال شرف الشهادة وهو ينقذ أرواح بريئة ، ليفوز بشرف الشهادة وثواب إحياء النفس ، ففي يوم 7 ديسمبر 2009 م قدر الله تعالى أن تحدث سيول في مدينة جدة ، وقد حاصرت الشوارع أصحاب السيارات المتواجدين في الشوارع .
وفي ذلك اليوم اتصل فرمان بأحد أصدقائه المقربين وطلب منه عدم الخروج من المنزل لأن السيول تملأ شوارع جدة ، كما أوصاه أن يأخذ الدواء الذي اشتراه لوالدته معه وهو ذاهب إلى باكستان وكأنه كان يشعر بأنه لن يرى عائلته رة أخرى، بالرغم من أنه كان يترقب موعد السفر حتى يتمكن من رؤية ابنته الصغيرة التي ولدت في غيابه .
وفي ذلك اليوم سمع فرمان استغاثات عدد من الناس المحاصرين في السيول ، فقرر على الفور أن يساعد المنقذين في إخراج الناس من وسط المياه ، والفعل قام بجهود كبيرة لإنقاذ عدد من المحاصرين ، ولكنه قبل أن ينصرف سمع استغاثة أخرى ، فقرر على الفور الذهاب لإنقاذه وبالفعل استطاع أن يساعده ولكن المياه حاصرته لنفيض روحه وينال الشهادة .
ومع انتشار قصة فرمان خان بين المغردين في المملكة ، وصلت قصته إلى سمو الملك عبد الله بن العزيز رحمه الله ، فقرر سمو الملك منحه وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى تكريمًا لبطولته ، كما قرر سموه استقبال عائلة الشهيد لأداء فريضة الحج ، كما منحه سمو الملك منحة قيمتها 500 ألف ريال سعودي . كما قررت جامعة الملك سعود إعطاء منحة دراسية كاملة بالجامعة لشقيق الشهيد عصمت علي خان لدراسة اللغة العربية ، وقد أعرب عصمت خان عن سعادته البالغة بتلك المنحة فقد درس الماجستير في باكستان ولكن هذه الشهادة غير معترف بها دوليًا لذلك نصحه المسئولون بدراسة البكالوريوس في جامعة الملك سعود .
واستكمالًا لما فعلته المملكة لعائلة الشهيد وتكريمًا له أمر سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أثناء زيارته لدولة باكستان الإسلامية أن يتم إنشاء مركز طبي في إقليم خيبر بختونخواه بباكستان تكريمًا لاسم الشهيد ، ولمساعدة أهل قريته للحصول على رعاية صحية جيدة .