يرفع الشباب الطموح راية بلاده عاليًا في كل مكان بالعالم من خلال العلم والعمل والجد والاجتهاد والسعي إلى النجاح الذي لا ينضب ، وها هو ابن المملكة الشاب عامر عسيري الذي ارتفعت صوره لتملأ شوارع أمستردام في هولندا ، وذلك نتيجة لجهوده المميزة في مجال الأبحاث العلمية الخاصة بالمضادات الحيوية ، حيث أنه يعمل على تطوير الأدوية التي تعمل على مكافحة البكتيريا الناقلة لمرض السل .
نشأته وعلمه :
هو عامر عسيري المولود داخل أسرة كبيرة في المملكة ، حيث أن لديه من الإخوة 26 رُزق بهم والده بعد زواجه من ثلاث نساء ، وقد تخصص عامر في دراسة مجال العلوم حتى أصبح محاضرًا في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ، ثم سافر إلى هولندا لمتابعة أبحاثة العلمية بجامعة “أمستردام الحرة Vrije Universiteit Amsterdam” ، فأصبح هو الابن الوحيد لأبيه الذي يسافر إلى الخارج ، حيث يعيش هناك مع زوجته وأولاده .
قام عامر العسيري بالعمل على تطوير أبحاثه العلمية ، حيث أنه يسعى إلى تطوير المضادات الحيوية من أجل الحد من تناقل مرض السل الرئوي ، حتى أصبح من خلال هذه الأبحاث أحد الأيقونات العلمية البارزة في هولندا ، وهو ما جعل تكريمه يأتي بشكل مميز ومختلف تمامًا عما هو متعارف عليه .
تكريمه المختلف :
اقترحت بلدية أمستردام تكريم مجموعة من الجنسيات غير الهولندية الذين تمكنوا من تحقيق نجاحات مميزة في مجالاتهم ، وقد تم تواصل البلدية مع عامر عسيري الذي كان هو الشاب الوحيد من المملكة المبتعث بجامعة أمستردام الحرة ، كما تم عمل لقاء صحفي معه فيما بعد من قبل جريدة Het Parool ، وذلك ليتحدث عن مشروعه في تطوير المضادات الحيوية ، وكان ذلك بطلب من بلدية أمستردام .
لم يتمكن عسيري في ذلك الوقت من تزويد الصحف بكافة جوانب ابتكاره ، وذلك لأن البحث لم يكن قد نُشر بعد بشكل رسمي ، ولكن فكرة البحث لاقت استحسانًا هائلًا من قبل البلدية ، والتي قررت أن تقوم بتكريم المبتعث عامر عسيري بطريقة مختلفة ومميزة جدًا ، حيث قامت بنشر صوره في شوارع لاهاي The Hague ، ليبدو مثل النجوم المشهورة التي تنتشر صورها عبر الشوارع ، ليصبح بذلك رمزًا مهمًا جدًا سواء في المملكة أو في هولندا ، بل وفي العالم كله.
تهنئة جامعة الملك عبدالعزيز :
بمجرد تكريم عامر عسيري وانتشار صوره في شوارع هولندا بهذه الطريقة الرائعة ؛ انهالت عليه الاتصالات التي قدمّت له التهاني والأمنيات بمزيد من النجاح والتفوق ، ومن أبرز من تواصلوا معه لتقديم التهنئة كان مسؤولو جامعة الملك عبدالعزيز ، وكان على رأسهم الدكتور عبدالرحمن المالكي مدير الجامعة وعميد كلية العلوم ، والذي يُعتبر الداعم الأول لمسيرة عسيري العلمية ، حيث أنه في تواصل دائم معه من أجل تشجيعه على السعي للنجاح الدائم .
انتشر خبر تكريم عسيري في هولندا على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف ، وهو ما أثار إعجاب المجتمعات العربية بوجه عام وأهل المملكة بشكل خاص ، حيث أنه أصبح مثالًا للفخر والاعتزاز لكل الأمة العربية عبر العالم كله ، وهو ما جعله يشعر بمزيد من السعادة التي ملأت قلبه منذ اللحظة الأولى لإعلان تكريمه ، كما أن ما حدث معه جعله يتطلع إلى المزيد من النجاحات العلمية من أجل خدمة الإنسانية .