هو رجل تمكن من صناعة نفسه بنفسه حتى أصبح أحد أشهر رجال الأعمال بالولايات المتحدة الأمريكية ، وعلى الرغم من أنه ليس أمريكي الأصل إلا أنه استطاع بفضل مجهوده أن يحفر اسمه بين العمالقة في مجال إدارة الأعمال والشركات في أمريكا ، من هنا يأتي الحديث عن رجل الأعمال الهندي الأصل “فينود خوسلا” Vinod Khosla ، فما هي قصة نجاحه في هذا العالم .
نشأته وعمله :
وُلد فينود خوسلا في دلهي بالهند خلال عام 1955م ، ومنذ صغره بدت عليه بوادر الاهتمام الشديد بالتكنولوجيا ، وهو ما دفعه إلى قراءة كتب تتحدث عن تكنولوجيا المعلومات والتي قرأ فيها تأسيس شركة إنتل في الهندسة الإلكترونية ، وقد التحق بمدرسة جبل القديسة ماري بدلهي ، ثم حصل على درجة البكالوريوس في مجال تكنولوجيا الهندسة الكهربائية ، ثم حاز فيما بعد على شهادة الماجستير في مجال الهندسة الطبية الحيوية .
قام خوسلا أيضًا بدراسة إدارة الأعمال بكلية ستانفورد ، ثم عمل بعد تخرجه من هذه الكلية خلال عام 1980م في شركة “دايزي سيستمز Diasy Systems” المختصة بأعمال التصميم الإلكتروني الآلي ، ثم اشترك مع مجموعة من زملاء الدراسة في تأسيس شركة “صن مايكرو سيستمز Sun Microsystems” خلال عام 1982م ، وأصبح خوسلا هو أول رئيس تنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لهذه الشركة ما بين عامي 1982م و 1984م .
أصبح خوسلا شريكًا في شركة “كلينر بيركنز كوفيلد وبييرس Kleiner Perkins Caufield Byers” المالية خلال عام 1987م ، ثم انفصل عنها بعد فترة من الزمن ، والتحق فيما بعد بالعمل في قطاع التكنولوجيا ، ليصبح أحد رجال الأعمال الناجحين والمشهروين ، حيث كان من أوائل الذين استخدموا تكنولوجيا الإنترنت بجانب الألياف البصرية ، وهو ما يجعل الاتصالات تسري بشكل أسهل وأرخص وأسرع .
ساهم خوسلا بشكل رئيسي في تأسيس العديد من الشركات الخاصة بمجال الوسائط المتعددة وشبكات الكمبيوتر والإنترنت وألعاب الفيديو ، كما قام بالاستثمار في العديد من الشركات مثل شركة “SKS” للتمويل الصغير بالهند ، حيث أنها تعمل على تقديم قروض صغيرة للنساء الفقيرات الموجودات بالمناطق الريفية في الهند .
قام خوسلا بتطوير بعض الشركات من خلال علمه ودرايته بفنون الأعمال وكيفية إدارتها بشكل متميز ، كما أنه صاحب معرفة كبيرة بالاستثمار العالمي وخطط تنفيذ الاستراتيجيات التسويقية الناجحة ، وهو ما جعله قادرًا على تحقيق النجاح في معظم المشاريع التي قام بها .
قام خوسلا بتأسيس الشركة المالية الخاصة به خلال عام 2004م ، ومقرها الرئيسي في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا ، ويقوم خوسلا بإدارة نحو مليار دولار من رأس المال بالإضافة إلى الاستثمارات التي يعمل على تمويلها بنفسه ، وقد قام خلال عام 2009م بجمع التبرعات من أجل الاستثمار في مجال التكنولوجيا النظيفة ، حيث تمكن من جمع 750 مليون دولار من التزامات المستثمرين بالشركات التقليدية .
تمكن خوسلا من الاستثمار في كبرى الشركات ، ونظرًا لتحقيقه نجاحات غير مسبوقة حاز على الكثير من التكريمات والجوائز ، كما أنه حصل على منصب الرئيس الفخري للمجلس الاستشاري في منطقة خليج سان فرانسيسكو ، وقد قام بمشاركة زوجته في إنشاء مؤسسة خيرية تعمل على تطوير الكتب المدرسية ، كما تسعى إلى خفض تكاليف التعليم بالولايات المتحدة والعالم .
سعى خوسلا في مشواره العملي إلى الوصول إلى القمة ، وهو ما تمكن بالفعل من تحقيقه خلال مسيرته المليئة بالجهد والعمل الجاد ، حتى أصبح واحدًا من أغنى رجال الأعمال في العالم ، لينضم بذلك إلى قائمة “فوربس” الخاصة بأغنى رجال الأعمال حول العالم .