للكفاح قصص كثر ، تعد قصة رجل الأعمال السوري ، محمد الطراد واحدة منها ، حيث حقق نجاحًا مبهرًا وأهدافًا عدة ، كانت في يوم ما مجرد أحلام وطموحات ، حيث عمل الطراد ، في عدد من الوظائف المختلفة ، قبل أن يحقق حلمه في مجال ، ريادة الأعمال .

عمل الطراد في بداياته ، بوظيفة هندسية في شركة ألكاتل لوسنت ، تلاها تدرجه في عدد من الوظائف بأماكن أخرى ، مثل شركة تومسون وشركة أدنوك ؛ وهي شركة بترول أبو ظبي الوطنية ، حيث انتقل الطراد للعمل في قطاع البترول ، ليظل مستقرًا في هذا العمل ، طيلة أربع أعوام متصلة ، قبل أن يغادرها ويعود إلى العمل في مجال التكنولوجيا والالكترونيات .

استطاع الطراد أن يؤسس شركته عام 1985م ، عقب أن اشترى عددًا من الشركات المتخصصة ، في مجال الإنشاءات ، والآن يمتلك الطراد أكثر من أربعة عشر شركة ، على مستوى الوطن العربي ككل ، إلى جانب عددًا من الدول الأجنبية أيضًا ، حيث يملك أكبر نادي في أيرلندا ، وتلك هي قصة كفاحه من أجل تحقيق ، كل هذا النجاح .

لمحة عن حياة محمد الطراد :
ولد محمد الطراد عام 1948م ، في الرقة بسوريا ، وينتمي إلى إحدى قبائل البدو الرُحّل ، ولم تكن ظروف أسرة الطراد باليسيرة ، إلا أنه استطاع أن يلتحق بركب المتعلمين ، وينال تعليمه حتى مرحلة الثانوية العامة ، لينطلق بعدها صوب فرنسا ، ليحصد المزيد من الدرجات العلمية ، في تخصص ومجال الكومبيوتر ، ليمكث بها حتى ينال درجة الدكتوراه في السبعينات ، من فرنسا كما تعلم في هذا التوقيت اللغة الانجليزية ، وأتقنها تمامًا .

نجاح وكفاح محمد الطراد :
قد لا يتخيل البعض ، أنه يمكن لشخص لا يجد ما يكفيه من المال ، ليتناول أكثر من وجبة خلال يوم واحد ، إلى شخص من أغنى رجال الأعمال على مستوى العالم ، ويتناول مما يشتهي مما لذ وطاب ، ويطلق اسمه حاليًا ، على أكبر نادي رياضي في استراليا ، والذي يسع أكثر من 15 ألف متفرج ، من داخل الملعب ، كما عمل على تأسيس عدد من الشركات ، التي حملت اسمه في عدد من الدول العربية والأجنبية .

توفيت والدة محمد الطراد ، وتركه والده فاضطر ليعيش برفقة جدته ، يتنقل بين الخيام من مكان لآخر ، حتى بلغ 7 أعوام من عمره ، حينما عاد والده من غيبته ، وقدم لابنه الوحيد دراجة هوائية ، استغلها الصغير من أجل تجميع المال .

كان الطراد يؤجر دراجته ، للشباب والأطفال بالمنطقة ويحفظ النقود ، والمال الذي يتحصل عليه ، من أجل استكمال تعليمه ، والمواظبة في الدراسة ، انتقل الطراد صوب فرنسا ، ليعمل بها وظل يجمع المال من أجل التغلب على الفقر ، فأتقن اللغة الفرنسية ، وتزوج امرأة فرنسية وعندما تتحدث معه ، يمكنك أن تشعر بأنك تتحدث مع مواطن فرنسي .

كانت مسيرة مضنية انتقل خلالها الطراد ، صوب الإمارات العربية المتحدة ، ليعمل بها فترة من الوقت قبل أن يعود إلى فرنسا مجددًا ، حيث ظل يتنقل بين البلدان من مكان لآخر ، يجمع المال في محاولة منه للتغلب على ظروفه المالية ، كما التحق بالجامعة في فرنسا استكمالاً لتعليمه ، في حين كانت رحلته للإمارات أربع أعوام فقط ، إلا أنه حينها كان قد ادخر مبلغًا قيّمًا من المال ، ساعده على تأسيس أول مشروع له ، وكان مشروعه الأول هو شركة للحواسب ، جمع من خلالها المزيد من المال ، ليفتتح مجموعة الطراد العالمية .

تأسيس مجموعة الطراد العالمية :
استطاع الطراد أن يؤسس مجموعة شركات ، في مجموعة واحدة تحمل اسمه ، وتعمل على نطاق عالمي وليس محلي فقط ، لتحظى الآن بمكانة مرموقة بين الشركات والمجموعات الكبرى ، على مستوى العالم ، في مجال الإنشاءات والمقاولات والمواقع الصناعية ، لتتخطى عائدات تلك المجموعة ، أكثر من مليار دولار .

نظرًا لأنها مجموعة شاملة ، تقدم كافة الخدمات للعميل ، مثل خلاطات الأسمنت والعربات اليدوية ، وغيرها من الالتزامات التي مكّنت المجموعة ، من تحقيقات عائدات أكثر مما سبق ، ليتم إدراج محمد الطراد ، ضمن قائمة أثرى أثرياء العالم ، حيث توسعت مجموعته لأكثر من مائة فرع حول العالم ، في كل من الولايات المتحدة الأمريكية ، وأيرلندا وغيرهم .

By Lars