قصة سيدات غيرن وجه العالم

لا يقتصر التفوق ، والابتكار وتلقي العلم ومن ثم النجاح ، على الرجال فقط ، وإنما الرجال والنساء سواسية في هذا الأمر ، بل حقًا لقد برعت بعض السيدات على مدار التاريخ ، في الكشف عن الكثير من الاختراعات والابتكارات ، التي غيرت وجه العالم بأكمله ، وعالجن الكثير من البشر ، ممن فتكت بهم الأمراض ، عن طريق ابتكار الأمصال الفاعلة ، التي أصبح بعدها المرض في طي النسيان ، وصار أمره بسيط ، وتلك هي قصص نجاحهن .

سارة سيجر مكتشفة الكواكب خارج المجموعة الشمسية:
ولدت سارة سيجر ، عالمة الفيزياء والفلكية الشهيرة ، والمكتشفة لأكثر من سبعمائة كوكب ، خارج مجموعتنا الشمسية ، في كندا عام 1971م ، واتجهت في أبحاثها إلى تحليل بيانات الكواكب ، التي تقع تحديدًا خارج مجموعتنا .

ومن أجل هذا ، قامت سيجر بطرح العديد من الأفكار ، من أجل تطوير هذا المجال البحثي ، حديث العهد في وقتها ، والذي استهدف البحث عن الكواكب خارج المجموعة ، واكتشاف أجوائها الخارجية ، وفهم طبيعة الحياة عليها ، وإخضاعها للمقارنة .

ونتيجة لهذا الجهد المنظم ، اكتشفت سيجر أكثر من سبعمائة وخمسة عشر كوكبًا ، وذلك باستخدام التليسكوب الفضائي كليبر ، لتختارها فيما بعد مجلة التايمز الأمريكية ، من بين أكثر خمسة وشخصية مؤثرة في تخصصها ، بمجال الفضاء والفلك عام 2012م .

ريتا ليفي مونتالشيني مكتشفة عامل نمو الأعصاب :
ريتا ليفي مونتالشيني ، هي عالمة في طب الأعصاب ، ولدت عام 1909م في مدينة تورينتو الإيطالية ، وتعلمت ودرست الطب في جامعة واشنطن ، إلى أن بدأت في تجهيز مختبرًا طبيًا بمنزلها ، وقد استطاعت مونتالشيني أن تتوصل إلى اكتشاف بروتين ، تقوم خلايا الجسم بإفرازه من أجل تحفيز نمو الأعصاب ، داخل الجسم وذلك من خلال الخلايا المجاورة له ، وقد تمكنت مونتالشيني بمساعدة الطبيب ستانلي كوهين ، عالم الكيمياء الشهير في جامعة واشنطن ، بأن تعمل على عزل هذا البروتين المكتشف ، ووضعه في تركيبة كيميائية ، في بداية فترة الخمسينات من القرن المنصرم .

وقد عرف هذا البروتين المكتشف ، باسم عامل نمو الأعصاب ، وقد نجح هذا الاكتشاف القدير في تغيير جذري ، لدراسة نمو الخلايا وكيفية تطويرها ، مما سمح لعلماء الأحياء والأطباء ، بدراسة اضطرابات النمو العصبي ، وشحره ودراسته بطرق أكثر توسعًا ، مثل التي تحدث عند إصابة المريض بآل زهايمر أو الخوف ، كما تمكّن العلماء من تطوير العقار الخاص بتلك الحالات .

انغمست ريتا في العلم ، حتى أنها لم تتزوج أو تحظى بأطفال ، ولكنها شاركت في الكثير من المؤلفات والدراسات البحثية ، لتجني عقب ذلك الكثير من الجوائز المهنية ، ومنها الميدالية الوطنية للعلوم ، لتشارك في عام 1960م في تأسيس معهد علم الأحياء الخلوية ، وتصبح أول مديرة له .

وبحلول عام 1986م حازت ريتا على جائوة نوبل ، في تخصص علم وظائف الأعضاء والطب ، عن اكتشافها لعامل نمو الأعصاب ، برفقة زميلها الطبيب كوهين ، ثم تم تكريمها عام 2001م ، لتُمنح آنذاك عضوية مجلس الشيوخ لمدى الحياة ، ثم توفت عام 2012م حيث بلغت 103 عامًا .

جيرترود بيل إيليون مطورة أول عقار فعال لعلاج سرطان الدم:
جيرترود بيل إيليون ، عالمة العقاقير والكيمياء الحيوية ، ولدت عام 1918م في أمريكا ، وكانت في عمر الخامسة عشرة ، عندما توفى جدها بسرطان الدم ، مما دفعها فيما بعد لدراسة الطب ، والاجتهاد من أجل الحصول على علاج لهذا المرض اللعين ، على حد قولها .

لتكتشف جيرترود عقار البيورينيثول ، والذي تم تصنيفه كأول عقار أثبت فعاليته ، في علاج مرض السرطان خاصة سرطان الدم ، ثم نجحت جيرترود في تطوير حوالي 45 عقارًا ، لمساعدة الجهاز المناعي ، على محاربة السرطان ، وعدم اضطرار المريض إلى زراعة الأعضاء ، مثل الكلى لتحصل جيرترود فيما بعد ، على جائزة نوبل في الطب ، عام 1988م بالاشتراك مع كل من جيمس بلاك ، وجورج هيتشنز .