هو الفيزيائي الدنماركي نيلز بور ولد في مدينة كوبنهاجن بالدنمارك في العام 1885م ، كان والده يعمل بروفيسورًا بعلم النفس بجامعة كوبنهاجن أما والدته فكانت من عائلة ثرية تعمل في المال والسياسية فنشأ بور في بيئة ثرية من الناحيتين العلمية والمالية وكان لوالده دورًا كبيرًا في حبه لعلم الفيزياء ، في عمر السابعة دخل نيلز مدرسة غاميلهولم اللاتينية ، وعند التخرج منها عام 1903م سجل في جامعة كوبنهاغن ليدرس الفيزياء وكان ذلك تحت إشراف البروفيسور كريستيان كريستيانسن وكان هو العالم الوحيد في الجامعة في تخصص الفيزياء .
ودرس أيضًا الرياضيات تحت إشراف البروفيسور هارالد هوفدينغ والذي كان صديقًا لوالده ، وبعد عامين أي عام 1905م حاز بور على الميدالية الذهبية من الأكاديمية الدانماركية للعلوم ، وكان ذلك بعد قيامه بتطوير طريقة قياس التوتر السطحي للسوائل التي تم اقتراحها من قبل اللورد رايلي في العام 1879م وكان في تلك الفترة لا يوجد في الجامعة معمل للفيزياء فقام باستخدام معمل والده لعمل التجارب ، وقام بصناعة أواني زجاجية خاصة به وكذلك أنابيب اختبار وتجاوز إبداع بور النظرية المطروحة وتوصل لطريقة لحل المشكلة .
ثم نال درجة الماجستير في الفيزياء في النظرية الإلكترونية للمعادن في العام 1909م ، وقام بالبناء عليها ليُكمل المسيرة في أطروحة الدكتوراه ونال الدرجة عام 1911م ، وانتقل بعدها ليعمل في جامعة كامبريدج كفيزيائي تجريبي في مختبر كافيندش ، وكان ذلك تحت إشراف السير جوزيف تومسون ، وتابع دراساته النظرية ، ثم انتقل للعمل في مختبر البروفيسور رذرفورد في مدينة مانشستر في العام 1912م .
كانت تلك السنوات أكثر السنوات غزارة علمية في انتاجه العلمي فقد تتبع ظاهرة النشاط الإشعاعي ونشر أوراق علمية في مجلة الفلسفة وبدأ في شرح ودمج نظرية رذرفورد في البنية الذرية مع نظرية الكم لماكس بلانك ، وأنتج نموذج جديد في بنية الذرة هو نموذج بور ، أحدث هذا النموذج تغير جذري في نظرة العالم حول بنية الذرة ، وفي العام 1917م حصل على دعم الحكومة الدنماركية بعد حملة قادها في معهد الفيزياء النظرية وافتتح المعهد المعروف باسم معهد نيلز بور في العام 1921م وعُين مديرًا له حتى وفاته .
وفي العام 1922م حاز على جائزة نوبل في الفيزياء بسبب عمله على النظرية الذرية وقام بتطوير ميكانيكا الكم وعمل على إيجاد مبدأ التتامية ، والذي تمكن بموجبه أن يُظهر مدى التغيرات التي أحدثتها النظرية الجديدة في الفيزياء وفي كل المجالات الأخرى ، ثم هرب من الدنمارك للسويد ثم الولايات المتحدة في فترة الحرب العالمية الثانية وكرس حياته للتطبيقات السليمة للطاقة النووية ، وبعدها درس النظرية الكمومية والتي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط العلمية لأنها استند لمبدأ الشك والاحتمالات الرياضية وتم عقد مؤتمر رسمي في كوبنهاجن عام 1934م وكان العلماء ما بين مؤيد ومعارض ، وتوفي في مدينة كوبنهاجن عام 1962م بعد مسيرة حافلة بالعطاء في مجال الفيزياء..