عالم الفيزياء البريطاني الشهير بأب الفيزياء النووية ؛ العالم إرنست رزرفورد ، وهو يقع في تصنيف الموسوعة البريطانية كأفضل العلماء بعد مايكل فاراداي.
ويُعرف عن رذرفورد أنه قد اكتشف رغم صغر عمره ، أحد العناصر المشعة ، وأثبت اشتمال النشاط الإشعاعي على عمليات تحول للعناصر الكيميائية المتفاعلة ، كما اكتشف أيضًا إشعاعات بيتا وجاما وألفا ، وأخيرًا حاز هذا العالم المتميز على جائزة نوبل في عام 1908م .
طفولته :
ولد إرنست رذرفورد عام 1871م في ريف سبرينج جروف بنيولزلندا ، لإثني عشر شقيق كان هو الرابع بينهم ، ولم يتلق والده تعليمًا كبيرًا وكان يعمل ويكافح من أجل إسعاد تلك الأسرة ، في حين عملت والدته معلمة في إحدى المدارس ، وطالما اعتنقت مبدأ أهمية التعليم وحرصت على تعليم أبنائها جميعًا بأفضل الطرق .
اشتهر إرنست بين أفراد أسرته بإرن ، وكان يعمل عقب انتهاء اليوم الدراسي في مزرعة الأسرة ، حيث يقوم بحلب الأبقار ويساعد في بعض مهام المزرعة الأخرى ، وكان شعار رذرفورد أثناء طفولته بأنه لا يملك المال ، لذا لابد عليه أن يفكر ، فكان يصنع طائرته الورقية ، من الطيور الراقدة في مزرعة الأسرة ، ثم يقوم ببيعها لتوفير المال .
دراسته :
عندما بلغ إرن العاشرة من عمره ، حصل على منحه للدراسة في مدرسة فوكسهيل ، وكانت فترة محورية في حياته حيث قام بإجراء تجربته العملية الأولى ونشر له كتابه الأول ، مما أدهشه وأدهش عائلته بشدة ، وربطه بشدة بالوسط الأكاديمي .
وفي عام 1887م حصل إرنست على منحة للدراسة بمدرسة نيلسون كوليجيت ششول الثانوية ، وهي مدرسة خاصة توفر ألعاب مثل الرجبي وغيرها من الأنشطة ، حتى أنهى دراسته بها عام 1889م .
وبحلول عام 1890م حصل إرنست على منحة جديدة ، للدراسة بكلية كانتربري في كرايستشيرش بنيوزيلندا ، وفي تلك الفترة تعلم رذرفورد من أساتذته أن يبحث عن دلائل علمية باستخدام التجربة .
ثم تخرج إرنست عقب حصوله على درجتي البكالوريوس والماجستير في العلوم من الجامعة ، وحصل على مرتبة الشرف الأولى في العلوم والرياضيات ، لم يتوقف نجاح إرنست عند هذا لحد ، بل حصل على منحة دراسية جديدة ، ولكن هذه المرة للدراسة في جامعة كامبردج بانجلترا ، انتقل بعدها للعمل برفقة العالم جوزيف جون طومسون الذي اكتشف الإلكترون ، ودرس أثناء فترة عمله تلك الأشعة الصادرة عن عنصر الراديوم تحديدًا .
اكتشافاته وأبحاثه :
انتقل بعدها إرنست إلى مونتريال ليعمل في جامعة ماك جيل بكندا ، وتوصل في هذا الوقت إلى اكتشاف أشعات ألفا ، وبيتا ، وجاما الصادرة من عنصر الراديوم المشع ، وبهذا الاكتشاف أصبح راذرفورد أول من وضع أساسًا لنظرية النشاط الإشعاعي ، ولذا لقّب بأبو الفيزياء النووية .
وفي عام 1894م ظل إرنست يعمل في كانتربري ، وفي نفس العام استطاع أن يجري بحثًا مستقلاً بشأن قدرة التفريغ الكهربائي عالى التردد على تمغنط الحديد ، حيث اكتسبت أبحاثه في هذا المجال شهرة واسعة .
وفي نفس العام ، وقع العالم إرنست راذرفورد في حب لاندلايدي ماري نيوتن ، وتزوجا بحلول عام 1900م وأنجبا طفلتهما إلين.
ثم غادر راذرفورد كندا وعاد إلى انجلترا ليعمل بجامعة مانشستر في عام 1907م ، واستكمل تجاربه وأبحاثه على المواد المشعة ، حيث عمل على سلسلة من التجارب التي درس فيها تأثير التصادم بين إشعاعات ألفا والعناصر الإشعاعية المختلفة ، وأسفرت تجاربه عن التعرف على مكونات الذرة ، ووضع نموذجه الخاص الذي شرح من خلاله تصوره العام لشكل الذرة ومكوناتها والإلكترونات التي تدور حولها أيضًا .
الجوائز :
حصل إرنست عام 1908م على جائزة نوبل في الكيمياء ، لما بذله من جهد وتجارب عملية في تخصص النشاط الإشعاعي ، كما حصل في عام 1914م على لقب الفارس ، ثم تم تعيينه رئيسًا لمعمل كافنديش خلفًا لأستاذه جون جوزيف تومسون ، ثم حصل على لقب البارون بحلول عام 1931م تقديرًا لإسهاماته البحثية الطويلة ، ثم حصل على وسام فرنكلن عام 1924م .
وفاته:
توفى البارون إرنست راذرفورد في كامبريدج في 19 أكتوبر من عام 1937م ، إثر إصابته بمضاعفات فتق خانق ، عن عمر ناهز الستة وستون عامًا ، ودُفن هذا العالم الذي لقّبه زملاؤه بالتمساح نظرًا لشغفه وتطلعه الشديد طوال الوقت ، بالكشف عما هو جديد ، في دير وستمنستر ، وأطلق اسمه على عنصر رذرفورديوم Rf تكريمًا له في عام 1997م .