يعد تشي جيفارا Che Guevara ، الثوري الأرجنتيني من أشهر رجال العالم ، الذين دعوا للقضاء على الديكتاتورية والظلم ، فتميز جيفارا بتعاطفه مع المظلومين والفقراء ، ودعا للثورة العالمية للتخلص من الإمبريالية والاحتكارية ، ويعد جيفارا بطل حرب العصابات بالعالم.
المولد والنشأة :
ولد أرنستو جيفارا في الأرجنتين عام 1928م ، وقامت والدته بتعليمه بالمنزل ، وكان جيفارا متفوقاً في مادة الرياضيات ، كما كان مولعاُ بممارسة الرياضة ، ومارس ركوب الخيل وركوب الدراجات .
تعذيب والدة جيفارا :
فى عمر الرابعة عشر تم القبض على والدة جيفارا ، وتم تعذيبها في سجون حاكم الأرجنتين ، وفى تلك الفترة أدرك جيفارا معنى الظلم ، وتم الافراج عن والدته بفضل نفوذ عائلة جيفارا .
جيفارا يكمل دراسته:
اكمل جيفارا دراسته الثانوية ، ثم التحق بكلية الطب في جامعة بوينس وتخرج منها عام 1953م ، وعمل كطبيباُ وكاتباً حيث قام بتأليف كتاب عن حرب العصابات عبر العالم ، وكتاب رحلة شاب على دراجة نارية ، بل وعمل جيفارا كفيلسوفاً وقائدًا للعديد من حروب العصابات ، وكان يتمنى أن يكون قائداً عسكرياً في الجيش ، لكن تعذر دخلوه الخدمة العسكرية ، نظراً لأصابته بمرض حساسية الصدر.
رحلة جيفارا في أمريكا اللاتينية :
وفى عام 1954م قرر جيفارا أن يسافر عبر دراجته النارية ، إلى جميع دول أمريكا اللاتينية ليكتشف حدود بلاده ، وكان بصحبة صديقه ألبيرتو جرانادو ، وساهمت تلك الرحلة في تشكيل فكر جيفارا الثوري ، واضطهاده للظلم والديكتاتورية حيث شاهد مئات الفقراء والمظلومين ، والعاطلون عن العمل والمنكوبين واللاجئين والباحثين عن الحرية .
رحلة جيفارا إلى المكسيك :
في عام 1956م سافر جيفارا إلى المكسيك ، وهى الدولة التي عرف عنها إنها ملجأ للثوار فى ذلك الوقت ، وفي المكسيك تقابل جيفارا مع هيلدا جادي ، والتي كانت تعمل كممرضة في إحدى المستشفيات ، التي كان جيفارا يذهب لتلقى علاج الربو بها ، وتزوج جيفارا من هيلدا جاي ، والتي كانت تكبره بعشرة سنوات ، وتعرف جيفارا على الثوري فيدل كاسترو .
التخطيط لتحرير كوبا :
خطط جيفارا وكاسترو وهيلدا معاً لتحرير كوبا ، من طغيان الحاكم الدكتاتوري باتيستا وانطلقوا بصحبة 80 ثائراً إلى كوبا ، عن طرق الساحل ولكن تعرفت عليهم القوات التابعة لباتيستا ، فقامت بمهاجمتهم ولم يتبقى منهم سوى 12 ثائراً ، ومنهم جيفارا وهيلدا وفيدل كاسترو .
القضاء على حكم الديكتاتور باتيستا :
هرب الناجون من الثوار مع جيفارا وهيدا وفيدل كاسترو ، عبر الجبال ومكثوا فترة طويلة ليقوموا بتدريب الثوار على المهاجمة ، واستخدام السلاح ، وفى عام 1958م ، أصبح عدد الثوار التابعين لجيفارا في حدود عشرة الاف ثائراً .
وقامت الثورة ضد حكم باتيستا ، ليلة رأس السنة في 31 من كانون الاول عام 1958م ، لكن تمكنوا من النجاح على جيش باتيستا ، ونجحت ثورة جيفارا وهيلدا في القضاء على حكم الدكتاتور الظالم باتيستا .
جيفارا يصبح وزيراً :
عمل جيفارا بعد نجاح الثورة ، كوزيراً للبنك المركزي الوطني عام 1959م ، ثم عمل وزيراً للصناعة 1961م وقام بفتح العديد من المصانع في كوبا ، بل وقام بوضع العديد من قوانين الإصلاح الزراعي والصناعي ، ثم عمل كوزير تنفيذي للقوات المسلحة في كوبا .
بعد نجاح الثورة أصبح جيفارا وزيراً للثورة أيضاً ، وأرسله كاسترو كدبلوماسي سري لمقابلة كبار الثوار ، عبر العالم من بينهم : جمال عبد الناصر وتيتو وسو كارلو ، وقام جيفارا بالسفر الى موسكو وتوقيع الاتفاق السري ، الذي سيؤدي إلى تركيز الصواريخ السوفيتية ، في كوبا عام 1962م .
إعدام جيفارا :
في عام 1965م خرج جيفارا من كوبا ، متجهاً نحو الكونغو للتحريض على الثورة ، ولكن انتهت تلك المحاولة بالفشل ، ثم سافر إلى بوليفيا للتحريض على الثورة ولكن قامت القوات البوليفية ، والذى كان يبلغ عددهم 1500 عسكرياً بمهاجمة جيفارا ومجموعته المكونة من ستة عشر فرداً .
وظل جيفارا ورجاله يقاتلون القوات البوليفية لمدة ستة ساعات كاملة ، وأصيب بجروح شديد في ساقه ودمرت بندقيته ، وضاع الاتصال بينه وبين رجاله نظراً للمطاردة ، التي تمت في منطقة جبلية في بوليفيا .
وبعد مطاردة طويلة تمكنت القوات البوليفية من القبض على جيفارا ، وتم إصدار قرار بإعدامه فى الثامن من أكتوبر عام 1967م ، حيث كانت الأوامر بخصوص طريقة إعدامه ، تنص على إلقاء النيران على جيفارا ، في المنطقة العليا والسفلى من جسمه فقط ، وعدم إلقاء النيران على منطقة الصدر والقلب حتى تطول فترة تعذيبه واحتضاره .
كما رفضت القوات البوليفية ، تسليم جثة جيفارا أو الإدلاء بأي معلومات حول مكان قبره ، حتى لا يكون مزاراً للثوار من أنحاء العالم