محمد الفايد الملياردير المصري ، الكثير منا ، سمع باسمه خاصة في وسائل الإعلام ، خاصة بعد ارتباط نجله الراحل دودي الفايد بالأميرة ديانا ، والحادثة الأليمة ، والتي انتهت بموت كلاهما .

الميلاد :
محمد الفايد مصري الجنسية ، ولد في مدينة الإسكندرية عام 1929م ، ولم تكن أسرته غنية ، بل كانت أسرة بسيطة ، كان الأب يعمل مدرسًا للغة العربية ، والأم ربة منزل تقليدية .

العمل :
هناك الكثير من علامات الاستفهام والغموض حول قصة ثروة الفايد ، خاصة أن الفايد كان يعمل عتالًا  في ميناء الإسكندرية ، ثم سافر الفايد إلى المملكة من أجل العمل في بيع ماكينات الخياطة ، حينها تعرف على أحد التجار ، يطلق عليه عدنان خاشقجي والذي كان يعمل في الاستيراد . كون ثروة معقولة وعاد إلى مصر ليبدأ من جديد في العمل بشحن البضائع .

وتعرف في هذا الوقت على الملك محمد حسن البقلية سلطان بروناي ، وتولى إدارة أعماله وثرواته ، حينها سافر إلى الإمارات وتحديد إلى إمارة دبي ، حيث كان صاحب فكرة تدشين أول مرسى للسفن بدبي .

حينها توطدت علاقته بالشيخ زايد الأب واشترك في أعمال التنقيب عن البترول ، وحصل منها يعني عمولات لمدة 25 عامًا ، الأمر الذي سمح له بالسفر والاستقرار بعد ذلك في بريطانيا .

الفايد في بريطانيا :
فتحت مدينة الضباب ذراعيها للفايد للعمل والاستثمار ، وصل الفايد إلى بريطانيا في عام 1974م ، وبدأ العمل في 1975م حيث كان عضوًا في مجلس إدارة  لونرهو  وهي من أهم الشركات التي تعمل في تقديم الإستثمارات داخل القارة الإفريقية .

ولكنه لم يستمر طويلًا فبعد تسعة أشهر فقط ترك الفايد مجموعة لونرهو وقام بشراء فندق دورشستر وتوسع من جديد فقام بشراء فندق ريتز بفرنسا .

وفقد كان نجاح الفايد سريعًا وكان محط أنظار الجميع ، خاصة بعد أن قام بشراء قصر دوق وندسور بفرنسا ، وفي محاولة منه لتوطيد علاقاته بالأسرة الحاكمة أرسل محتويات القصر للملكة لتختار ما تريد منها .

استمرار النجاح :
استمر نجاح الفايد وتوسعت أعماله ، ففي عام 1985م تمكن من الحصول على الحصة الأكبر للأسهم من سلسلة محلات هارودز الشهيرة بنسبة 65% من الأسهم ، والتي تشتري منها الأسر الحاكمة بالعالم الملابس وجميع متعلقات القصور الملكية .

شكوك حول ثروة الفايد :
توسع أعمال الفايد وزيادة ثروته بطريقة سريعة وضخمة كان محط أنظار الجميع خاصة السلطات البريطانية ، وهو الأمر الذي منع الفايد حتى الآن من الحصول على الجنسية البريطانية ، حيث أن السلطات في بريطانيا تعتقد أن مصدر ثروته الحقيقي غامض وغير معلوم ، وبالتالي رفضت أن تمنحه الجنسية .

العداء مع أشرف مروان :
أشرف مروان هو زوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، كانت العلاقة بين الفايد ومروان في البداية علاقة شراكة بتجارة السلاح ، ولكن بعد ذلك تحولت الصداقة والشراكة إلى عداء ، تحديدًا بعد صفقة محلات هارودز .

فكان الفايد على رأس قائمة المشتبه بهم في قضية قتل أشرف مروان ، وبالفعل تم التحقيق معه ، ولم تسقط التهمة عن الفايد إلا بعد أن أصدرت عائلة أشرف مروان بيانًا يفيد بأن القاتل هو الموساد الإسرائيلي .

أسرة الفايد :
تزوج الفايد مرتين الأولى كانت عام 1954م من الكاتبة السعودية سميرة خاشقجي الأخت الصغرى لشريك الفايد الأول ، وأنجب منها أكبر أبناءه عماد الفايد ، حين توفيت سميرة تزوج الفايد مرة أخرى .

الزوجة الثانية للفايد هي هيني واثين ، سيدة فنلندية وأنجب منها الفايد أربعة أبناء ، هم كاميليا وياسمين وعمر وأحمد .

ديانا و دودي :
بدأت القصة بين دودي وديانا بسبب ملازمة دودي أو عماد الفايد لوالده في أعماله في المملكة المتحدة ، وتعرف حينها على الأميرة ديانا ، التي كانت تعيش في حياة مأساوية مع زوجها وقررت تركه والارتباط بدودي الفايد.

لم تلق قصة الحب بين ديانا ودودي القبول بين الأسرة الحاكمة أو بين الطبقات العليا في بريطانيا ، ويقال أن الرفض كان بسبب جنسية عماد الفايد فهو مصري الجنسية ، في الحادي والثلاثين من أغسطس عام 1997م عرف العالم الخبر المفزع .

خبر موت ديانا ودودي في حادث سيارة في نفق ألما بفرنسا ، لم يتردد محمد الفايد ثانية في اتهام الأسرة الحاكمة والمخابرات البريطانية والفرنسية بتدبير الحادث ، الأمر الذي زاد من توتر العلاقات بين الفايد والسلطات البريطانية.

حلم الرئاسة :
محمد الفايد هو رجل طموح ، فلم يتوقف طموحه عند عالم المال والأعمال ، بل وصل أيضا للحلم بالحكم ، وقد شجع الفايد حركات التحرر التي قام بها أهالي اسكتلندا ضد بريطانيا .

وحينها صرح الفايد أن اسكتلندا مصرية الأصل وهذا الاسم ينتمي إلى الفراعنة ، وأكد أنه سيرشح نفسه في أول انتخابات رئاسية في اسكتلندا ، يقال أن هذه التصريحات كانت بمثابة انتقام من السلطات البريطانية بسبب حادث ديانا ودودي .

ممتلكات آل فايد :
يمتلك محمد الفايد مقتنيات متعددة قد تجعلك تسأل عن نوع الأعمال الذي يدر أرباح بهذه الطريقة ، فهو يمتلك حوالي أربعة طائرات خاصة ، وقلعة في أسكتلندا ، وثلاثة قصور بلندن وأخر في سويسرا و الأخير في فرنسا .

ويختا يطلق عليه يخت سوكار ، وقيمته تصل إلى أربعين مليون دولار تقريبًا ، كما أشيع أن الفايد يمتلك أغلى حذاء في العالم ، حيث يبلغ سعره 2 مليون دولار وهو مزين بالمجهورات و الألماس .

صُنف الفايد في المرتبة الرابعة من حيث الثراء في مصر على حسب مجلة فوربس في عام  2016م ، بلغت قيمة ثروته اثنان مليار دولار .

ترك الفايد وصيته لأولاده بأن يتم تحنيطه بعد موته ، ويتم استخدام المومياء لتكون عقرب من عقارب الساعة الضخمة التي توضع فوق سلسلة محلات هارودز ، ولكن يبدو أن الفايد قرر أن يدفن مثل الجميع ولكن طلب أن يدفن في مصر .

By Lars