نشبت معركة علم حلفا بجنوب العلمين في جمهورية مصر العربية ، وهي واحدة من المعارك التي دارت خلال الحرب العالمية الثانية بين قوات المحور وبين الجيش الثامن البريطاني خلال الفترة من 31 أغسطس إلى 7 سبتمبر من عام 1942م ، وانتهت المعركة بتحقيق الجيش الثامن الانتصار على قوات المحور .
الخلفية التاريخية :
أعادت القوات الألمانية التفكير في إلحاق الهزيمة بالقوات البريطانية بعد أن فشلت في هزيمتهم خلال معركة العلمين الأولى التي وقعت في يوليو من عام 1942م ، لذلك قام القائد الألماني إرفين رومل بالإعداد للدخول في معركة جديدة مع القوات البريطانية .
لم يكن رومل يغفل أن القوات البريطانية تعمل على تطوير الجيش وزيادة قوته ، كما كان يعلم أن قوات الحلفاء تحتاج إلى شهرين أو ثلاثة خلال تلك الفترة بعد أن سقطت طبرق ؛ وذلك من أجل أن يُكملوا شحن إمدادات الجيش التي تلزمهم من أجل هزيمة قوات المحور ، لذلك توجب على القوات الألمانية الهجوم على القوات البريطانية في وقت مبكر وقبل حلول منتصف شهر سبتمبر .
عانت قوات المحور من مشكلة كبيرة كانت تختص بوصول الإمدادات إلى الجيش ؛ حيث كان يبتعد أقرب ميناء عن الجبهة كثيرًا وهو ميناء طبرق ، كما أن ذلك الميناء كانت قدرته الاستيعابية قليلة ، لذلك كان يتم اللجوء إلى ميناء بنغازي والذي كان يبتعد أكثر بكثير عن الجبهة ، كما أنه كان هناك غارات تستهدف السفن الإيطالية التي تحمل الإمدادات الخاصة بجيوش المحور .
كانت القوات البريطانية على عكس قوات المحور من ناحية وصول الإمدادات لجيشها ؛ حيث أنها كانت تستخدم ميناء الإسكندرية الذي كان يبتعد قليلًا عن الجبهة ، وذلك ما جعل مشاكلهم ضئيلة للغاية بالنسبة لقوات المحور .
خطط الطرفين :
أراد القائد الألماني رومل أن يقوم بتنفيذ خطة الهجوم التضليلي على منطقة الشمال من خلال هجوم الفيلقين الإيطاليين العاشر والحادي والعشرين ، ثم يقوم فيما بعد بتنفيذ الهجوم الرئيسي عن طريق عمل حركة التفافية بمنطقة الجنوب ، ثم الزحف فيما بعد ناحية علم حلفا شمالًا ثم الاتجاه بعد ذلك إلى الإسكندرية .
على الجانب الأخر قامت القوات البريطانية بتسريب خريطة مزيفة إلى قوات المحور حول مواقع الجيش البريطاني ؛ حيث أن القيادات في الجيش البريطاني كانت على علم بمخططات رومل في الهجوم عن طريق أحد الضباط بالجيش الإيطالي ؛ وذلك ما قد اكتشفه رومل بعد أيام من قيامه بالهجوم .
أحداث المعركة :
قامت قوات المحور بالهجوم الأول على حقل ألغام بريطاني في فجر يوم 31 أغسطس ، ولكن نتيجة لنقص الوقود توقف ذلك الهجوم بعد ساعات من بدايته ، وعلم رومل أنه قد تم قتل أحد القادة كما تم إصابة آخر ، ولكنه استأنف هجومه بعد أن تزوّد بالوقود بعد الظهيرة .
وجد رومل صعوبة في مواصلة الهجمات خلال اليوم التالي ؛ وذلك بسبب نقص الوقود مرة أخرى ؛ كما أن حقول الألغام كانت كثيفة ، وقامت قواته بالانسحاب في اليوم الثالث من خط الطاقة – باب القطارة ؛ وكان ذلك أيضًا بسبب مشكلة نقص الوقود ، ويستمر القتال خلال الأيام التالية ولكنه يتوقف يوم 7 سبتمبر بهزيمة قوات المحور .
أسباب الهزيمة من وجهة نظر رومل :
أرجع رومل سبب هزيمة قواته إلى نقص الوقود الذي كان يلزمهم لإدارة المعركة ، كما أوضح أن الجيش البريطاني بالمنطقة الجنوبية كان يتميز بالقوة ، وكانت القوات البريطانية بوجه عام لديها سيطرة جوية قوية .
فشل رومل فشلًا ذريعًا أمام القوات البريطانية ، وقام رومل يوم 23 سبتمبر بمغادرة أفريقيا متوجهًا إلى ألمانيا من أجل تلقى العلاج وذلك لإصابته ببعض المشاكل الصحية التي داهمته خلال تلك الفترة .