ام تغفل القوات السوفيتية عما يقوم به الجيش الألماني ؛ حيث استطاعوا أن يحصلوا على كل المعلومات الاستخباراتية التي تخص مخطط القوات الألمانية ؛ وذلك عن طريق المخابرات البريطانية ؛ مما جعلهم يعملون بجد حتى تمكنوا من وضع خطة دفاع قوية وعميقة ، وقاموا بالتخطيط للقيام بعمليات هجومية مضادة ، حيث أنهم كانوا يتطلعون لانتصار جيشهم المعروف باسم الجيش الأحمر في تلك المعركة ؛ من أجل الحصول على المبادرات الاستراتيجية خلال مدة الحرب .
قام الألمان بتأجيل ميعاد بداية الهجوم ؛ من أجل تدعيم جيشهم ببعض أنواع الأسلحة الجديدة مثل دبابات بانثر وتايغر ؛ ويُعتبر ذلك التأجيل هو أول تأجيل استراتيجي خاص بالقوات الألمانية ؛ مما جعل القوات السوفيتية تتمكن من تشييد عدة خطوط دفاعية جديدة وقوية ؛ وقد بلغ اتساعها نحو 300 كيلو متر ؛ وعملت خلالها على توزيع وانتشار لحقول الألغام .
قامت القوات السوفيتية بإنشاء مواقع قوية تتضمن مضادات الدبابات ؛ كما كونت قوات دفاعية احتياطية كبيرة ؛ للإعداد إلى ذلك الهجوم المضاد ؛ فأصبحت القوات السوفيتية من خلال تلك التجهيزات العظيمة على أهبة الاستعداد لملاقاة القوات الألمانية .
بدأت القوات الألمانية الهجوم ؛ لكنها اصطدمت بالقوات الدفاعية القوية من الجانب السوفيتي ، وباءت محاولات الاختراق بالفشل الذريع ، وتعرضت القوات الألمانية خلال تلك الهجمات إلى خسائر كثيرة ؛ بالرغم من تجهيزاتهم العسكرية الكبيرة ، ولكن تعرضت أيضًا القوات السوفيتية إلى خسائر فادحة ؛ مما جعلهم يقومون بهجوميين مضادين .
تمكن الجيش الأحمر من التصدي للقوات الألمانية ؛ والحد من زحفهم ؛ كما أعاده إلى نقطة البداية ؛ واستطاعوا تحرير مدينتين لهما أهمية كبيرة ؛ واسمهما أوريل وخاركوف ، تعرضت القوات الألمانية خلال معركة كورسك إلى هزيمة ساحقة ؛ جعلتهم يتقهقرون في عجز تام عن شن أي هجمات بالجهة الشرقية ؛ مما أدى إلى تراجع الاحتلال النازي وتحرير الأراضي السوفيتية من قبضتهم .