معركة دونكيرك أو أنسحاب دونكيرك (DUNKIREK) ، تلك العملية التي تعتبر أكبر عملية انسحاب لقوات في التاريخ ، حيث تم إجلاء ما يقرب من ثلاثمائة ألف جندي بريطاني من ميناء دونكيرك الفرنسي ، وكانت تلك العملية محط جدل واسع ، كما أنها كانت مصدر لإلهام العديد من المؤلفين والمخرجين فتم إنتاجها في فيلمين سينمائيين ، فما هي القصة الحقيقية وراء دونكيرك .

بعد الفترة الأولى من الحرب العالمية الثانية والتي أطلق عليها حرب فوني ، بدأت المعارك على الجبهة الفرنسية في العاشر من مايو 1940م ، وقد بدأت الفرقة الثانية الألمانية باجتياح هولندا وتقدمت باتجاه الغرب ، وعندها قررت قوات التحالف بقيادة القائد الفرنسي موريس جاملين ، أن تدخل إلى بلجيكا لتشتبك مع القوات الألمانية قبل بلوغ فرنسا .

وضع جاملين الخطة (د) ، والتي تعتمد على وجود خط جاملين الدفاعي على الحدود الفرنسية-الألمانية ، دخلت قوات التحالف إلى بلجيكا لتشتبك مع القوات الألمانية بهولندا ، ولكن القوات الألمانية كانت على وشك احتلالها بالكامل قبل وصول القوات الفرنسية ، وقام جاملين بسحب القوات التابعة له إلى نهر ديل وهي الجيش الفرنسي الأول والسابع وقوات المشاة البريطانية والتي يطلق عليها بيف .

أحرزت القوات الألمانية تقدمًا سريعًا ، وفشلت قوات التحالف في وقف تقدم الألمان ، ووصل الألمان حتى القناة الإنجليزية وانتشروا على طول الشاطئ ، وأستسلم الجيش البلجيكي ، وبعد مجموعة من المعارك الخاسرة أصبحت القوات البريطانية بيف محاصرة في منطقة دونكيرك ، وكانت في انتظار التدمير الكامل من الألمان أو الأسر .

وكان قائد القوات الجوية الألمانية قد طلب فرصة لتدمير قوات الحلفاء المحاصرة بدونكيرك تمامًا ، ولكن في واحدة من أغرب القرارات التي اتخذت في الحرب ، والتي لم يفهمها أحد حتى الآن ، تم أمر القوات لألمانية بالتراجع يوم 24 مايو ، وقد رجح البعض أن هتلر قد فعل ذلك ليتيح فرصة للتفاوض مع تشيرشل وإقامة سلام قبل دخول الحرب مع روسيا ، كما رجح البعض الأخر أن هتلر رفض المجازفة بدخول مدرعات الجيش في تلك المنطقة ، حيث أن المنطقة المحيطة بدونكرك كانت أراضي وعره .

فكان رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشيرشيل ، قد وصل للحكم في عام 10 مايو 1940م ، وقد تعهد أمام مجلس العموم البريطاني بإجلاء القوات البريطانية من دونكيرك ، وناشد تشيرشل عموم الشعب البريطاني ، بمساعدة جيشه في الرحيل من دونكيرك ، وقد استجاب الكثير من أصحاب مراكب الصيد والمراكب الشراعية ، وبدأت عملية الإجلاء في يوم 26 من مايو 1940م .

واتخذ مكتب الحرب البريطاني القرار بإجلاء القوات في يوم 25 مايو ، وعلى مدار الأيام التسعة التالية ، وحتى يوم 4 يونيو تم إجلاء حوالي 338226 رجلًا منهم 139997 جنديًا فرنسيا ، وبولنديا وبلجيكيا ، بالإضافة إلى عدد قليل من الجنود الهولنديين ، على متن 861 سفينة .

وقد اشتبكت القوات الفرنسية مع القوات الألمانية في محاولة لتغطية عملية الانسحاب من دونكيرك ، كما دارت معركة جوية لتغطية عملية الإجلاء حيث شرعت القوات الألمانية في قصف السفن المشاركة في الإجلاء ، ولكن الطائرات البريطانية عملت عل تغطية عملية الإجلاء ، مما أدي إلى غرق حوالي 243 سفينة ، أثناء عملية الإخلاء ، كما خسر السلاح الجوي البريطاني 177 طائرة ، أما الألمان فقد خسروا حوالي 198 طائرة أسقطتها قوات البحرية الفرنسية والملكية البريطانية .

تم إجلاء أخر الجنود البريطانيين من دون كيرك يوم 3 يونيو ، ولكن ونستون تشيرشل ، أصر على عودة السفن لإجلاء حلفاؤه الفرنسيين ، وفي يوم 4 يونيو تم إجلاء أكبر عدد ممكن من الفرنسسين ، فتم إنقاذ حوالي 26000 جندي فرنسي في اليوم الأخير ، ولكنهم تركوا حوالي من 30000 إلى 40000 اضطروا بعدها للاستسلام للألمان .

وبعد رجوع أخر الجنود البريطانيين من دونكرك ، وكان من بينهم اللواء هارولد ألكسندر قائد الفيلق ، أرسل إشارة للقيادة قال فيها تم إجلاء بيف .

By Lars