ما أعظمه القرآن الكريم الذي أظهر الله عزوجل من خلاله الكثير من المعجزات الإلهية التي تؤكد صدق كتابه تعالي الذي لا يصح أن يكون مصدرًا لأي شك أو جدال ، تؤكد الآيات القرآنية الكثير من الحقائق التي لم يلبث أن يكتشفها العلماء مؤخرًا ، غير أن الله سبحانه وتعالى قد أخبر بها عباده منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة .

إن عالم الفضاء مليء بالأشياء الغامضة والتي تدعو إلى التأمل والتدبر في كيفية خلق هذا الكون العجيب وكيفية تدبير أموره ، وتم التوصل إلى كيفية الصعود إلى السماء عن طريق صناعة المركبات الفضائية التي اخترقت بدورها حدود السماء ، ولكن من غرائب ما قد حدث مع كافة العلماء الذين صعدوا إلى السماء أنهم قد اكتشفوا العديد من الحقائق التي وردت بكتاب الله العزيز .

حينما صعد العلماء إلى سطح القمر بعد أن انطلقت المركبة الفضائية الأولى التي يرتادونها من الأرض قاطعة مسافة خمسة وستين ألف كيلو متر وهي طبقة الهواء ، وسرعان ما صاح رائد الفضاء بعد هذه المسافة ليقول بأعلى صوته أنه قد فقد بصره ، بل قد فقد كل من معه بصرهم بالفعل ، إذن ما الذي حدث مع هؤلاء الذين صعدوا إلى الفضاء للمرة الأولى ؟ ، حقًا إنه أمر محير للغاية وقد يبدو غريبًا جدًا .

ولكن ما قد يبدو عجيبًا بالنسبة لهؤلاء البشر ؛ لم يكن بأمر غريب على الإطلاق في القرآن الكريم الذي ذكره منذ مئات السنين ، حيث يقول المولى عزوجل في سورة الحجر :{ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنْ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14)لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ }

وهنا يأتي السؤال المنطقي ما هو السبب وراء فقدان الإبصار عند الوصول لهذه النقطة الفضائية ، ولقد أخبر الله تعالي بالآية الكريمة السابقة أنهم سيقولون أن أبصارهم قد سُكرت أي قد فُقدت أو تم حبس هذه الأبصار حتى لا ترى ، فما هو الذي حدث لهؤلاء في تلك اللحظة ؟

يوجد على الكرة الأرضية ظاهرة تُعرف باسم “ظاهرة انتثار الضوء” ، وذلك حينما تقوم أشعة الشمس بتسليط ذرات الهواء على الهواء فإنها تقوم بذلك بعكس بعض الأشعة على ذرات أخرى لم تصل إليها أشعة الشمس ، وعلى سطح الكرة الأرضية يوجد شيء يُعرف باسم ضياء وشيء آخر يُعرف باسم أشعة ، وظاهرة انتثار الضوء لا تحدث إلا في طبقة الهواء .

يحدث تغير في مسار الضوء حينما يقوم بالاصطدام بجسم عاتم فيحدث له حالة من الانتشار في جميع الاتجاهات ، حيث أن انتثار الضوء هنا يُعتبر انعكاس لذلك الضوء بكيفية غير منتظمة وهو ما يعني الانتشار بجميع الاتجاهات حينما يقع على أي جسم غير مصقول ، لذلك يتمكن الإنسان من رؤية الأشياء ؛ حيث تصير هذه الأشياء مصدرًا للنور مثل كل الأشياء المادية التي نراها كالشجرة والكتاب .

وبما أن ظاهرة انتثار الضوء لا تحدث إلا في طبقة الهواء ؛ فإن تجاوز هذه الطبقة جعل من رائد الفضاء شخصًا كفيفًا في تلك اللحظة ؛ حيث أنه قد فقد بصره بعد أن تخطى طبقة الهواء التي يحدث فيها ظاهرة انتثار الضوء ، وكانت هذه هي المركبة الفضائية الأولى التي صعدت إلى القمر .

لم يتم التعرف على ظاهرة انتثار الضوء إلا بعد أن صعد الإنسان إلى الفضاء ، ولكن المولى عز وجل قد ذكر ما سيحدث هذا قبل مئات السنين ، لتأتي هذه الظاهرة الفيزيائية لتخبر العالم أجمع بحقيقة الإعجاز العلمي في آيات القرآن الكريم التي تتجلى بالعلم والنور والإيمان .

By Lars