إن الطهارة في الإسلام هي أمر مفروض على الإنسان ؛ وذلك لشدة أهميتها لأنها تُنقي الإنسان من الأوساخ ؛ لذلك فرضها الله تعالى ، وللطهارة عدة أشكال منها الوضوء والاغتسال والتيمم ، ويُعتبر التيمم هو بديل للوضوء في حالة عدم وجود الماء ؛ أو إذا وُجد عذرًا لعدم استخدام الماء كالمرض ، وفيه يتم استخدام التراب النظيف من أجل تحقيق الطهارة .
تعني كلمة التيمم لغويًا التعمد أو القصد ، ومفهومها في الشريعة الإسلامية أنها عملية مسح للوجه واليدين باستخدام التراب ؛ وبذلك تكون بديلًا للوضوء إذا كان هناك ما يعوق استخدام الماء ، وهو أمر ثابت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية .
الدليل على استباحة التيمم في القرآن الكريم :
أنزل الله الدين الإسلامي رحمة وهدى للناس ؛ كما أنه دين يُسر ؛ وهناك البدائل الثابتة إذا تعذر على الإنسان أمر من أمور الدين المفروضة ، ومن بين تلك البدائل التيمم كبديل للوضوء ؛ حيث يقول المولى عز وجل في سورة النساء : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ”
وذكر الله تعالى التيمم أيضًا في سورة المائدة ليؤكد على نفس المعنى الذي ورد بسورة النساء ؛ حيث يقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } .
وبذلك أراد الله تعالى أن يؤكد على ضرورة الطهارة ؛ وخففّ عن عباده الأحكام المفروضة ؛ حيث أنه سبحانه وتعالى أوجد لهم البدائل ، ويُعتبر التراب الخالي من الأوساخ شيئًا نظيفًا ؛ حيث خُلق منه الإنسان ؛ لذلك فإنه مباح لتحقيق الطهارة.
الدليل على استباحة التيمم في السنة النبوية :
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأحاديث الشريفة التي أكدت على التيمم ، ومن ذلك ما ورد عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما في قوله : ( بعثني النبي في حاجة ، فأجنبت ، فلم أجد الماء ، فتمرغت في الصعيد كما تمرغ الدابة ، ثم أتيت النبي فذكرت ذلك له، فقال : إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا ، ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة ، ثم مسح الشمال على اليمين وظاهر كفيه ووجهه ) متفق عليه ، واللفظ لمسلم .
الأسباب التي تُبيح التيمم :
هناك عدة أسباب تُبيح اللجوء إلى التيمم والسبب الأول إذا تعذر على الإنسان وجود ماء ، أو في حالة الأمراض والجروح التي تعوق استخدام الماء ، أو إذا كان الماء الموجود نجس ، أو إذا توفر بعض الماء ولكنه فقط يكفي للشرب ، أو خوف الخروج أثناء إقامة الصلاة بمعنى أنه إذا خرج للوضوء ستفوته الصلاة لأنها على إقامة .
طريقة التيمم :
يقوم الشخص المُتيمم بضرب الأرض ضربة واحدة ؛ ثم يقوم بمسح وجهه أولًا ثم كفيه.
الأسباب التي تُبطل التيمم :
كل الأسباب التي قد تُبطل الوضوء هي نفسها تُبطل التيمم أيضًا ، وإذا وُجد الماء فإنه يُبطل التيمم ؛ فيما عدا الحالات السابق ذكرها .