إذا كنت من هواة الرعب ، ومن محبي التعرف على الأماكن المسكونة بالأشباح والأرواح ، والجن أيضًا فمن المؤكد أن قصة قلعة شاه تغلق ، سوف تفاجئك بأحداثها ، حيث تعد تلك القلعة واحدة من أكبر أماكن تجمع الجن ، على مستوى العالم ، وتلك هي قصتها .
لمحة تاريخية :
حكم الهند بالفترة بين عامي 1353م وحتى عام 1388م ، سلطان مسلم اشتهر بالعدل والحكمة ، يدعى السلطان فيروز شاه تغلق .
عقب مرور عام فقط من فترة حكمه ، قرر السلطان فيروز شاه ، بناء قلعة ضخمة جدًا ، أسماها مدينة فيروز اباد ، والتي مثّلت مأوى لأكثر من مائة وخمسين ألف فرد ، من سكان المنطقة ، تلك المدينة التي حكمتها سلالة أسرة تغلق ، وظلت رائعة ذاخرة بالحدائق والمباني ، والكثير من المناظر الخلابة ، حيث بنيت المدينة على ضفة النهر ، فصارت آية من آيات الجمال.
التخطيط المعمارى لقلعة فيروز شاه :
لم تكن مساحة القلعة منتظمة الأضلاع ، بسبب وجود نتوءات وانكسار واضح في الجهة الجنوبية ، فكانت القلعة مستطيلة الشكل ، ومحاطة بسور مدعوم بعدد من الأبراج الدائرية ، في كافة الزوايا ، إلى جانب عدد من الأبراج نصف الدائرية ، لبقية السور .
والقلعة لها مدخلان وبوابتان ؛ مدخل بالجهة الغربية وهو المدخل الرئيس ، وآخر بالجهة الجنوبية ، إلى جانب بوابة رئيسة في الجهة الغربية ، وبوابة أخرى من ناجية الجنوب ، أهم ما تحوي القلعة ، كان المسجد الجامع ، الذي فقد بعض أجزاؤه ، إلى جانب عدد من القصور والمباني ، التي فقدت بعض من عناصرها ، ولكنها مازالت تحتفظ بعناصر جمالية أخرى .
احتوت القلعة على مخزن كبير للماء ، مكون من ثلاث طوابق ، تم توصيل أنابيب مياه المدينة كلها بها ، وكانت على عمق بالغ ، كذلك جزء هرمي يعرف باسم قصر الرياح أو هوا محل ، وكان مثل شرفة للاسترخاء ، وتميز بأنه مفتوح من كافة الاتجاهات ، بحيث يمر أهل القلعة بالداخل ، ولا يراهم بسهولة من بالخارج .
كان أهم ما يميز المسجد هو بنائه ، باستخدام الكوارتز و الحجر الجيري ، وأُلحق به مصلى ضخم خاص بالسيدات ، وأعلاه قبة كبيرة منقوشة ، بحيث مثلت القلعة إحدى آيات الجمال والفن الرفيع ، حتى بدأت الحروب في الاندلاع ، من أجل إسقاط سلالة تغلق الحاكمة.
نهاية مأساوية :
اندلعت الحروب وقُتل الكثيرون ، وامتلأت الشوارع بالدماء ، وقتلت النساء داخل غرفهن الخاصة ، وألقي بالخدم داخل آبار المياه ، وانتهى الأمر بمقتل الإمبراطور ، على أعتاب المسجد الجامع ، لتتحول بذلك قلعة فيروز شاه ، إلى خراب وتم هجرها في عام 1490م ، ومنذ هذا الوقت بدأت الأمور الماورائية والمرعبة في الحدوث .
أحداث مرعبة :
قد يظن البعض أن ما يرويه السكان لمحليون ، هي مجرد خيالات إلا أن ما يظهر ليس كذلك ، فكل من شاهد شيئًا غريبًا روى أنه يشاهد أجسادًا كاملة ، لكائنات غريبة تشبه البشر ، تبدأ الأجساد في الاستطالة ثم تختفي فجأة ، وفي بعض الأحيان يتم التجسد على هيئة حيوانات ، وأحيانًا يسمع السكان ، أصواتًا أشبه بالحضرة الصوفية ، بين جدران القلعة ، إلى جانب اندلاع النيران والحرائق ، على ضفاف النهر من الجانبين ، ثم تختفي فجأة كما بدأت .
تحولت قلعة شاه تغلق حاليًا إلى مزار سياحي ، ولكن لابد من تصريح من السكان لدخول المكان ، نظرًا لخطورته أولاً ، فالجن يظهر متجسدًا وليس مجرد شعورًا في المكان فقط ، وفقًا لأقوال من شاهدوهم ، وكذلك نظرًا لاحترام المكان من جانب السكان المحليين ، واعتبارهم هذا المكان خاصًا جدًا وله قدسيته ، وله عُمّاره أيضًا .
يتجمع عدد ضخم من سكان دلهي ، مساء كل خميس لإشعال الشموع والبخور ، في المكان بينهم من يجلس في مكان قصي ، يتحدث بشأن ما يريد ، وينتظر الإجابة من عُمّار المكان ، ومنهم من يقدم صحونًا ممتلئة بالحليب ، كمقدمة قبل طلب الخدمة ، ويشتهر المكان بالحضارات الصوفية ، وعمل الأعمال وفكها من جانب السحرة .