بعض الأماكن تشتهر بين السكان المحليون ، بتاريخها المخيف والغريب ، فقد نجد على سبيل المثال ، مدرسة قد ارتكبت فيها جريمة بشعة ، وصارت محلاً للأقاويل بين مرتادي المدرسة أو السكان المحليون ، فيما يشبه اعتقادًا منهم بأن الأرواح المعذبة ، لا تغادر مكانها .
وهذا هو ما انطبق بالفعل ، على ملعب صغير ، يقع بالقرب من مقبرة تابعة لمدينة هانتسفيل ، في ولاية آلاباما ، ويعتقد السكان المحليون ، بأن تلك المقبرة ، والتي تحوي عددًا من أجساد الأطفال المتوفين ، تلك المقابر يخرج منها الأطفال ليلاً ، ويتجهون صوب الملعب ، ليمرحوا ويلعبوا قليلاً ، قبل بزوغ النهار !
تاريخ مقبرة مابل هيلز :
لمقبرة الأطفال تاريخ قديم ، فقد تم تأسيس وبناء المقبرة في عام 1822م ، ولم يكن يطلق عليها أي اسم سوى المقبرة فقط ، وذلك حتى عام 1901م ، كانت الأرض المقبرة ، في الوقت الذي حصلت عليها فيه المدينة ، صغيرة الحجم وليست بحجمها الحالي ، إلا أنها قررت التوسعة تظرًا لتزايد أعداد الوفيات ، واحتياج الجميع لأرض ومساحة أوسع .
فقررت المدينة أن تحصل على أرض الملعب المجاور للمقابر ، ولكنها واجهت اعتراضًا من جانب السكان المحليون على تلك الفكرة ، من هدم وتخريب للملعب الذي يعد حديقة عامة لهم ، فتراجع المسئولون عن مدينة هانتسفيل ، في قراراتهم بشأن أرض الملعب ، ورضخت في النهاية لقرارات السكان المحليون بالمنطقة ، وتم وضع عددًا من الألعاب بدلاً من التي تمت إزالتها .
بعد أن أوضحت المدينة موقفها من الأمر ، بدأ الأطفال يذهبون إلى الملعب ويمارسون ألعابهم كما اعتادوا ، عدا أبناء كل من آمنوا بوجود الأرواح والأشباح ، وخشوا أن تتلبس تلك الأرواح الهاربة من المقابر ، بأجساد أطفالهم فمنعوهم من الذهاب إلى الملعب .
كان خوف السكان المحليون ، يعود في الأساس لبعض الأنشطة الشبحية التي ظهرت بالمكان ، فأطلقوا عليه اسم ملعب الأطفال الموتى ، حيث سُجلت بعض المشاهدات ، لأطفال شبحيون ينادون لبعضهم البعض ، كما سمع السكان أصوات أطفال يلعبون في منتصف الليل ، دون رؤيتهم ، بخلاف أصوات الركض والصراخ والبكاء وغيرها .
كانت كل تلك الأنشطة يتم ملاحظتها ، من جانب من يدخلون إلى الملعب عقب مغيب الشمس ، وكان الوقت الأكثر ارتباطًا بهذا النشاط ، يتراوح بين العاشرة مساء والثالثة صباحًا ، حيث يخلو الملعب من البشر ، فتبدأ الأشباح بالظهور .
نقطة سوداء في تاريخ الملعب :
بالطبع وجود بعض المقابر ، القريبة من مكان الملعب لم يكن هو السبب الوحيد ، لإبعاد السكان أطفالهم عن هذا المكان تحديدًا ، وإنما تلك النقطة السوداء التي طالما رواها السكان المحليون ، بالنسبة لتاريخ الملعب ، فوفقًا لتاريخ بناء هذا الملعب ، فقد تم تشييده على أرض كانت محاجرًا فيما مضى ، في الفترة بين الأعوام 1845م و1855م ، وهذا هو السبب في وجود منحدرات مجاورة للملعب ، نظرًا للعمل بالمحاجر فالمنحدرات في تلك المنطقة ليست طبيعية .
وعقب إغلاق المحاجر ، بدأت الحياة تدب في تلك المنطقة مرة أخرى ، فنمت الأشجار والنباتات وتحولت مع الوقت ، إلى شبه أدغال صغيرة ، تخفي داخلها بعض الأسرار ، ولهذا استغلها أحد الأشخاص عام 1860م ، ليرتكب فيها أبشع جرائمه .
بدأت الجرائم بسلسلة من حوادث اختفاء الأطفال ، في هذا المكان المشؤم ، من مدينة هانتسفيل ، وتم اكتشاف الأمر مصادفة عقب عثور أحدهم ، على جمجمة لطفل صغير في تلك المنطقة ، فترددت الشائعات بين السكان ، وبدؤا في منع أطفالهم من الاقتراب من الغابة ، خشية أن يختطفهم ويقتلهم قاتل طليق ، ثم تأكدت الشائعات والمخاوف مرة أخرى ، ولكن في هذه المرة تم العثور على جثث كاملة لأطفال كانوا قد فُقدوا ، في منطقة المحاجر القديمة .
ظلت الشرطة تبحث في الأمر ، لفترة طويلة للغاية دون أن يتم التوصل للمجرم ، وكشف فحص الجثث عن تعرض هؤلاء الأطفال المساكين ، للتعذيب قبل القتل ، فظهرت آثار التعذيب على أجساد الضحايا ، بخلاف تعرضهم للتجويع وسوء التغذية ، إلا أنه مع اكتشاف الجثث ، توقفت عمليات الاختطاف والقتل ، وبدأ الناس في العودة لممارسة حياتهم بشكل طبيعي مرة أخرى .
وحاليًا يظل الملعب مفتوحًا للأطفال طيلة النهار ، وفي الليل يمثل مزارًا خاصًا لممارسي الاستكشاف ، والباحثين عن الخوارق وصائدو الأشباح .