قررت البقاء في المنزل رغم تحذيرات الجميع لها ، أرادت أن تتحداهم ولأول مرة ، أن تثبت لهم أنها قادرة على مقاومة خوفها ، طوال الوقت أجبروها على الخوف ، أنت فتاة ، إذا لابد أن تخافين .
مغالبة الخوف رغم الظروف :
عندما ترتعب من صرصور أو ترتجف عندما تنقطع الكهرباء ، كانوا يضحكون ويسخرون ، بينما هي من داخلها لا تشعر بالخوف ، ربما حاولت أن تمثل عليهم ثم تحول التمثيل بفعل الإيحاء إلى شعور حقيقي ، لكنها عندما تتوغل في أعماقها وتصارح نفسها لا تجد لديها خوف ، وحدها في البيت الذي كثيرًا ما قالوا عنه مسكون ، وأن أصواتًا تنبعث منه ليلاً ، ولكنها سكنته سنين طويلة مع والديها قبل الزواج ، والآن عندما يضربها زوجها لمجرد الاختلاف في وجهات النظر فهي لا تستطيع أن تبيت معه تحت سقف واحد ، وستبيت ليلتها لهم ان كل ما يقولونه مجرد تخريف.
ندبة في العنق :
في الصباح استيقظت ، بعد أن نامت كما لم تفعل من قبل ، لم يحدث أي شيء غير طبيعي ، اتجهت نحو دورة المياه لتغسل وجهها استعدادًا لمعركة عائلية حامية تطالبها بالعودة لزوجها ، ولكنها ستصر على الرفض ، فهي لم تعد تطيق وجوده في الدنيا بأكملها ، نظرت لصورتها في المرآة ، من المؤكد أنها أصبحت أفضل حالاً الآن ، بدا لها أنها صارت أكثر شبابًا ، فقط ضايقها مرأى تلك الندبة الخفيفة في عنقها ، لكنها ظنت أنها قد أصابت نفسها وهي نائمة ، فهي كثيرة الحركة أثناء النوم.
أصوات غريبة في الليل :
انتظرت كثيرًا ولم يتصل بها أحد ، تعجبت ! هل كان الجميع ينتظر قرار الانفصال وكأنه شيء طبيعي ومحتوم ! انتظرت ساعات طويلة حتى قررت الذهاب إلى هناك لتستعيد كل ملابسها وتنتهي الأمر ، قابلتها إحدى جاراتها على السلم بوجه ممتقع ، ماذا حدث يامدام عواطف ، ما بال وجهك مصفرًا هكذا ؟ هل سمعت تلك الأصوات ليلًا ؟ لقد عادت من جديد ! لم أسم ، على شيئًا ، متى ستخرجون هذه الخرافات من رؤوسكم ؟ ، لا أنا متأكدة كلنا سمعناها ! ، اهدئي يا مدام ولا تفزعين ، أنا مضطرة أن أتركك الآن لأن لدي موعدا هامًا لا يمكن تفويته .. مع السلامة .
الوصول لمنزل الزوج :
لقد امتلأ العالم بالمخابيل حقًا ، أسرعت الخطى وأخذت تنزل كل سلميتين في قفزة واحدة ، شعرت بأنها أصبحت قوية ستتحرر أخيرًا من قبضته ، وعندما وصلت أسفل العمارة شعرت بأن هناك شيئًا غريبًا ، ليست هذه هي البناية التي قطنت في دورها الخامس في شقة هذا المعتوه الذي تزوجته ، عشر سنوات .
جثة الزوج :
حركة غير عادية وأناس تغدو وتروح ، ورجال الشرطة ، صعدت لأعلى بقلب يكاد يقفز بين ضلوعها ، لتجد ذلك الشيء الذي كان يسمى زوجها بالأمس ، وقد غطوه بورق من البلاستيك ومنعوها من أن تنظر إلى جثته !!
جريمة قتل وموت وغموض:
لم تصدق أن من ضربها أمس حتى أدماها ، قد أصبح الآن جثة ، منعت شعورًا بالارتياح من الاسترسال فهو انسان مهما كانت تكرهه ، أخبرتهم أنها زوجته وأن رؤية جثته قد تفيدهم في التحقيق ، وعندما وقعت عيناها عليه أصابها دوار عنيف وشعور غريب بالانقباض ، فهوت على أقرب مقعد .
بينما هم أحد الجيران بإحضار كوب ماء لها ، ماذا حدث بالضبط يا حضرة الضابط ؟ قالتها بعد أن تمالكت نفسها ، وأخبرها رجال الشرطة أن الجيران سمعوا صوتًا غريبًا ، كأنما هناك وحش يفترس آدميًا ، وعندما جرؤ أحدهم على طرق باب الشقة ، ثم ابلاغ الشرطة وكسر الباب وجدوا جثة زوجها كما تراها والغموض هو سيد الموقف .
تحرر الوحش المفترس :
فهي لم تعد تطيق وجوده في هذه الدنيا بأكملها ، فقط ضايقها مرأى تلك الندبة الخفيفة في عنقها ، هل .. سمعت تلك الأصوات ليلا؟ .. لقد عادت من جديد ؟ .. أنا متأكدة كلنا سمعناها ؟ وأخبرها رجال الشرطة أن الجيران سمعوا صوتًا غريبًا كأنما وحش يفترس آدميًا !! عندما عادت إلى شقة والديها من جديد .
كانت قد قررت أن تطوي هذه الصفحة من حياتها ، ولكن التساؤل الذي ضايقها هو .. هل هي متأكدة أنها أمضت ليلتها في بيت والدها ؟ ولكنها قررت ألا تشغل بالها بسؤال لن يفيدها في شيء .