في إحدى المدن الأمريكية ، وقعت أحداث قصتنا المأساوية ، فقد انتقلت كارمن مع والديها من مدينتها المفضلة إلى مدينة جديدة ، من أجل مرافقة والدها الذي انتقل من الأساس من مقر عمله ، وجاء إلى تلك المدينة برفقة أسرته الصغيرة .
بالطبع واجهت كارمن في البداية صعوبة في التأقلم مع رفاق المدرسة ، فكل منهم في حاله لا يقبل بالصداقة بسهولة ، وأثناء تواجدها بالمدرسة ، لاحظت كارمن مجموعة مكونة من خمسة فتيات ، كن الأكثر لفتًا للأنظار بالمدرسة ، وذلك نظرًا لجمالهن غير المعتاد ، المستوى الاجتماعي الرفيع ، الذي أتين منهن جميعًا .
حاولت كارمن الانضمام لتلك المجموعة ، وانضمت إليهن بالفعل وصارت تذهب جيئة وذهابًا معهن ، إلى أن اجتمعن في منزل إحدى الفتيات ، وباحت لهن كارمن بأدق أسرارها ظنًا منها ، أنهن رفيقاتها المقربات ، ولكن ما لبثت سوى ساعات ، حتى كانت أسرارها مشاعًا في فم الجميع ، بالمدرسة التي التحقت بها ، مما تسبب لها في أذى نفسي كبير ، وعندما ذهبت لمعاتبة الفتيات قمن بتوبيخها وطردها وإهانتها ، بأنها ليست من نفس مستواهن الراقي .
انطوت كارمن على نفسها وتقوقعت أكثر مما سبق ، ولكن الفتيات الشريرات لم يتركنها في حالها ، فقد بات الأمر أشبه بالحرب ، حيث أخذن في توبيخها والبصق عليها ، ووضع القمامة في حقيبتها والسخرية منها ، بتعليق لافته على ظهرها مكتوب عليها بأنها عاهرة .
توالت الأحداث وكارمن تعيش أسوأ أيام حياتها ، وفي أحد الأيام كانت المدرسة تستعد لتدريب الطلاب على مواجهة الحرائق ، وكان لابد أن ينصرف الطلاب فور سماعهم لصوت الإنذار ، هنا واتت قائدة المجموعة الشريرة فكرة قوية ، تسخر بها من كارمن المسكينة .
عندما دق صوت الإنذار قامت الفتيات يهرعن نحو الخارج ، ولكن كان للقائدة خطة أخرى ، حيث انتهزت فرصة التزاحم وقامت بدفع كارمن نحو بالوعة مفتوحة في ركن الملعب ، ثم أغلقتها خلفها وركضت تلحق بزميلاتها ، اللاتي وقفن يشاهدن ما يحدث ويضحكن بخبث .
عقب أن انتهى التدريب ، قامت المديرة بنداء اسم كل طالبة ، حتى تطمئن عليهن ، فجاء اسم كارمن ولم تجيب ، تكرر النداء عدة مرات ، حتى قالت طالبة أن كارمن داخل البالوعة ، هنا ضحكت الطالبات جميعهن ساخرات ، وظنت المديرة بأن كارمن تلعب معها ، فنادت عليها بالخروج ولكن لا إجابة .
هنا غضبت المديرة وذهبت تفتح غطاء البالوعة ، لتتفاجأ صارخة بما في الداخل ، فقد كانت كارمن قد كُسر عنقها وأتلوى حتى أصبح وجهها في ظهرها أى دارت رقبتها مائة وثمانون درجة ، وبسؤال الفتيات لم تجب إحداهن عمن فعلت ذلك ، خوفًا من بطش الأخريات الشريرات بهن .
شبح الفتاة :
مرت الأيام وطويت صفحة التحقيقات ، حيث تم تسجيل الواقعة بأنها حادثة ، وانصرف والدي كارمن من تلك المدينة الآثمة ، وعادا إلى المكان الذي جاءا منه من قبل ، ولكن لم تمض عدة أيام حتى بدأت الأحداث المرعبة في الحدوث ، فقد كانت القائدة تجلس بالمرحاض ليلاً ، حتى شعرت بأصوات آتية من مواسير الصرف ، ثم شعرت بأن هناك ما يجذبها من أسفل المرحاض ، ظلت الفتاة تصرخ وحاول والدها أن يفتحا باب المرحاض ، ولكن هيهات إلى أن كسر والدها الباب ، ولكنه لم يجدها .
اتصل الواد بالشرطة التي حضرت ، ولكنهم لم يجدوا لفتاة إلى أن أبلغ أحد رجالهم ، بأن هناك بالوعة مفتوحة إلى جوار المنزل ، وبه جثة ، هرع الجميع إلى حيث ترقد لجثة ، ووجدوا الفتاة ملقاة بداخلها بالفعل ، وقد لفت رقبتها 180 درجة ، وتم سلخ وجهها في مشهد بشع للغاية.
ما أن انتشر خبر وفاة الفتاة بالمدرسة ، حتى علمت الفتيات من نفس المجموعة بأن مصيرهن آت ، وبالفعل لم تمر بضعة أيام حتى قتلت الفتاة الثانية ، من نفس المجموعة بنفس الطريقة ، ثم الثالثة والرابعة والخامسة .
ولم تتوقف الحوادث عند هذا لأحد ، بل طالت كل من شاهدوا الحادث ولم يفصحوا عمن فعل هذا بكارمن ، حتى انتشرت قصتها في كافة أرجاء المدينة ، ولم تتوقف تلك الحوادث سوى بعد أن انتهت كارمن من كل من تركها للموت ، دون أن يسترد حقها حتى لو بشهادته .
وصار شبح كارمن هو الهاجس المتداول ، في المدينة خاصة بين أبناء المدارس ، وبات من المعروف أن أي ممن يتربصون بزملائهم كثيرًا ، سيلاقون نفس المصير .