مدرسة ويلوبروك الحكومية هي أحد الأماكن المخيفة في جزيرة ستاتن بنيويورك الأمريكية ، فقبل عدة سنوات كان هذا المكان مؤسسة لرعاية الأطفال من ذوي الإعاقة العقلية ، ولكنه بكل أسف لم يكن سوى مرتعًا للقذارة لبعض النفوس المجردة من الآدمية .

فلم يهتم القائمين عليه بالأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة فمات العديدين منهم من جراء سوء المعاملة والتغذية ، فتم إغلاق المكان وأصبح مهجورًا منذ ذلك الحين ، وتعبث به أرواح الأطفال القتلى المعذبين .

بدأت مدرسة ويلوبروك الحكومية كمستشفى للأطفال المعوقين ذهنيًا ، كان للمدرسة سمعة سيئة حيث اعتبرت كمستودع لرمي الأطفال المعاقين ذهنيًا ، لاعتبارهم عبئًا على أسرهم فتم التخلي عنهم إلى تلك المدرسة باعتبارها دارًا للرعاية ، ولكن لم تكن سوى محفل للموتى .

فقد كانت أعداد الأطفال بالداخل رهيبة أكثر مما تتحمله مساحة وإمكانيات المدرسة ، فاكتظ المكان ولم يستطع الموظفون السيطرة على المرضى ، فظل الأطفال المعاقون عقليًا حبيسين غرفهم الضيقة لفترات طويلة ، ولعدم توفر الأماكن اضطر بعضهم للنوم على الأرض ، ووصل الإهمال في تلك المدرسة إلى ترك الأطفال ببولهم وغائطهم فترات طويلة .

ولأن الآدمية جردت من قلوب العاملين بتلك المدرسة كانوا يعاملون الأطفال كأنهم محض حيوانات لا تفهم ولا تعي ، فكانوا يعاقبونهم جسديًا لدرجة دفعت بعد الأطفال الأبرياء إلى الهرب من ذلك السجن المقنع ، فانتهى بهم الحال إلى الموت في الغابات المحيطة .

ومن أكثر الأمور بشاعة هو ما جرى بين عامي 1963م و 1966م حينما أجريت دراسة طبية سرية على الأطفال ، قام فيها الأطباء بإصابتهم بمرض التهاب الكبد لدراسة المرض بشكل متعمق ، واعتبروا أطفال تلك المدرسة مجرد فئران للتجارب .

فقد كانت تلك المدرسة على درجة كبيرة من السوء جعلت السيناتور روبرت كينيدي يصفها عند زيارته عام 1966م بحفرة الثعبان التي لا تليق حتى ليعيش بها أي حيوان ، حيث تغرق في القذارة والأوساخ ، والغرف بها لا تختلف كثيرًا عن أقفاص الحيوانات الموجودة بحديقة الحيوان .

وفي عام 1971م تم تخفيض التمويل المخصص لمدرسة ويلوبروك الحكومية بشكل كبير ، مما أدى لتدني الأوضاع بشكل أكبر ، الأمر الذي جعل الصحف والمحطات التليفزيونية المحلية تتبارى في إعداد التقارير عن ذلك المكان العبثي الذي يقضي على صحة الأطفال بدلًا من أن يداويها .

وفي سابقة كانت هي الأولى في بث أخبار مدرسة ويلوبروك استطاع المراسل الصحفي جيرالدو ريفيرا التسلل سرًا إلى تلك المدرسة الحكومية عام 1972م ، وباستخدام بعض المفاتيح المسروقة تمكن من توثيق ظروف الحياة الوحشية والمروعة بواسطة عدسة الكاميرا .

وقد قلب تقريره الرأي العام ، وتم على الفور فتح باب التحقيق من جانب الحكومة ، وتقديم العديد من الدعاوى القضائية ضد ولاية نيويورك ، وبحلول منتصف الثمانينيات أغلقت مدرسة ويلوبروك الحكومية ، وظلت مبانيها شاغرة خلال كل تلك الأعوام .

وخرج العديد من الناس بادعاءات مختلفة كسماع صدى خطوات في ممرات المدرسة ، وأصوات لهمس وضحكات الأطفال الصغار ، حتى أن أحد الموظفين هناك قال أنه أثناء مروره من أمام المبنى رأى شبحين لصبي وفتاة في ملابس رثة ، وبتتبعهما لاحظ أنهم تلاشوا في الهواء .

كما أن الصبية المراهقين الذين يتعدون على تلك المدرسة ليلًا أفادوا بمطاردة بعض الأشباح لهم عند اقتحامهم المبنى ليلًا لدرجة أن شبحًا منهم طاردهم حتى وصلوا لمنزلهم ، وظل واقفًا بالحديقة لحين طلوع الشمس .

وفي عام 1987م تم اكتشاف جثة لفتاة صغيرة بقبر ضحل في مدرسة ويلوبروك الحكومية ، وكانت قد اختفت من منزلها قبل أيام قليلة ، وحينما حققت الشرطة في الأمر وجدت رجلًا بلا مأوى يدعى اندريه راند يعيش في كوخ مجاور لتلك المدرسة ، كما أنه كان يعمل بها وعلى علم بمداخلها .

فحامت حوله الشبهات لأن هناك من أفاد بأنه كان يلعب مع الفتاة المفقودة يوم اختفائها ، ووجهت له الشرطة تهمة الاختطاف والقتل ، لكنها لم تستطع أن تثبت عليه التهمة ، وظل هذا الرجل متهمًا حرًا لحين وجود الأدلة أو نفيها .

By Lars