عالم الأشباح لا يقتصر على الجان والأرواح فقط ، وإنما يشتمل على الجماد أيضًا ، نعم فإذا كنت لم تسمع عن أشباح جمادية فقد حان الوقت لذلك ، السفينة بايشيمو هي سفينة سويدية البناء والنشأة ، تم بنائها لصالح إحدى شركات الشحن الألمانية .

وكانت تدعى حينذاك نيجرمان فيفن ، وكان نشاطها يتمثل في الأعمال التجارية بين كل من هامبورغ والسويد ، وظلت السفينة تعمل في هذا الخط حتى اندلعت الحرب العالمية الأولى ، وتم التخلي عن السفينة جبريًا لصالح بريطانيا ، على سبيل تعويضات الحرب التي كانت خسائرها لا تعد ولا تحصى لكل الأطراف.

وبحلول عام 1921م تم نقل السفينة فعليًا إلى اسكتلندا حيث تم تغيير اسمها إلى بايشيمو ، وبدأ العمل مرة أخرى ولكن نحو أماكن تجارية بعيدة مثل كولومبيا وكندا وغيرها ، حيث عمل عليها طاقم من البحّارة تتجاوز خبرتهم في العمل أكثر من عشرة أعوام ، وكانوا شغوفين للغاية بالعمل عليها.

الرحلة الأخيرة :
عقب عدة أعوام من العمل بالرحلات التجارية للكثير من الدول ، عملت الشفينة بايشيمو مع إحدى الشركات الكبرى العاملة بالفراء ، وتم تكليف السفينة بنقل شحنة فراء كبرى يزن وزنها حوالي 1322 طنًا ، وهي حمولة ضخمة للغاية .

لم يكن طاقم السفينة يعلم بأنها سوف تكون الرحلة الأخيرة لبايشيمو ، حيث أبحرت السفينة تجاه ألاسكا وهي تحمل أطنانًا من الفراء على متنها ، ولكن في وسط الرحلة واجهت عاصفة ثلجية شديدة القسوة .

حيث حاصرتها الثلوج من كافة الاتجاهات ، فلم تعد السفينة قادرة على المضي في طريقها نحو وجهتها كما فعلت من قبل ، وما كان من طاقم السفينة سوى التخلي عنها في وسط الرحلة ، ومحاولة الحصول على أية إسعافات أو نجدة في طريقهم.

انطلق حوالي اثنان وعشرون شخصًا من طاقم السفينة في طريقهم لجلب المساعدة لها ، بينما ظل قائد السفينة مع عدد صغير من طاقهما إلى جوارها لحمايتها وحماية حمولتها أيضًا ، في انتظار أي غوث .

أخيرًا استطاع البحّارة ممن انطلقوا لجلب المساعدة في الوصول إلى أقرب سفينة لهم ، وهي سفينة بارو وقاموا من خلال بالإبلاغ عن العاصفة وأنهم بحاجة للمساعدة ، فقررت الشركة التي تعمل بايشيمو لديها أن ترسل سفينة إنقاذ لهم.

أحداث مريبة :
بالطبع مع طقس كهذا ، هبط القائد ومن معه عن ظهر سفينتهم بايشيمو وانتقلوا إلى الساحل وقاموا ببناء كوخ خشبي ، يقيهم شر البرودة القارصة ، ويرسلون من يطمئن على سفينتهم من حين لآخر ويبلغهم بأنها تقبع في مكانها بحمولتها كما هي .

عقب هدوء العاصفة خرج طاقم السفينة متجهًا إليها لفحصها ، وبمجرد وصولهم إلى مكانها لم يجدوها ! اختنقت في لمح البصر ، وكأنها لم تكن في هذا المكان من قبل ، الجليد مازال موجودًا يحاصرها من كافة الجوانب ولا أثرها لعبورها من خلاله ، كما أن احتمالية أن تكون قد غرقت فهذا أمر مستحيل ، فعمق المياه لن يبتلع سفينة ضخمة بهذا الحجم أبدًا.

ظل البحارة والطاقم يبحثون عنها طيلة اليوم ، ولكن دون جدوى ورافقتهم أيضًا سفينة الإنقاذ في بحثهم ولكنهم عادوا خالية الوفاض ، عقب مرور أسبوع على تلك الأحداث أبلغ أحد الصيادون أنه قد رأى السفينة على بعد خمسة وأربعون ميلاً ، وبالفعل توجه البحارة إلى المكان الذي اشار إليه الصياد ووجدوا السفينة بايشيمو .

وبعد الصعود على متنها وجدوا الحمولة كما هي ، ولا أثر لأي اقتحام لها من قبل الأشخاص ، بالإضافة إلى تضرر كافى محركاتها وتحطيم دفتها! وهذا ما أثار دهشة الطاقم ، فكيف أبحرت لتلك المسافة وهي تالفة للغاية بهذا الشكل.

هبط لطاقم بعد أن قاموا بإرساء السفينة والتأكد أنها لن تتحرك مجددًا ، وعادوا إلى ديارهم ثم أرسلوا طاقم لإصلاح السفينة من الفنيين ، ولكن عقب وصولهم لم يجدوا هم أيضًا السفينة ، وقد اختفت ، أصابتهم الدهشة فكيف تتحرك السفينة وحدها وهي تالفة هكذا ومرساتها بهذا الثقل .

ظلوا يبحثون عنها بشكل محموم ، إلى أن أبلغ البعض عن رؤيتها ، وحاول آخرون اللحاق بها ولكنها كانت تسرع عندما يقترب أحدهم منها ، ولم يستطيع أحدهم الإمساك بالسفينة بايشيمو ، أو إثبات أنها قد غرقت أيضًا ، وتعد السفينة بايشيمو من أكثر السفن الشبحية إثارة للجدل حتى يومنا هذا.

By Lars