قد يشتهر المكان ليس لفخامته فحسب ، أو الإبهار في كيفية بنائه وإنما أيضًا لكثرة ما يُنسج حوله من أقاويل وأحاديث وقصص ، وقلعة جلامس باسكتلندا أحد تلك الأماكن التي نسجت حولها العديد من الروايات ، وتناقلتها الأجيال ، جيلاً بعد جيل .
تقبع قلعة جلامس الشهيرة في اسكتلندا ، وقد شُيدت في القرن الرابع عشر ومازالت موجودة حتى الآن ، وقد امتلكها عائلة ليون بوز ، ومازالت الأسرة الملكية ببريطانيا تتردد عليها حتى وقتنا هذا .
غرائب القلعة :
كانت صحيفة نوتس كويريز قد نشرت في إحدى السنوات ، بأن القلعة الشهيرة تضم بداخلها غرفة تُعرف بأنها (الغرفة السرية) ، كان قد حُبس بداخلها شخصًا لسنوات طويلة ، بحيث لا يراه أحد أو يسمع به ، وقد سماه الناس بالوحش ، ومن العجيب في الأمر أن هذا الشخص لم يكن سوى ، الابن الشرعي لعائلة بوز والمالك الوحيد لثروات تلك العائلة الضخمة !
وهناك عدة أقاويل ونظريات بشأن هذا الشخص ؛ حيث قيل أنه الابن الأول للورد توماس بوز ، وزوجته شارلوت جريمستيد ، والذي قالوا بأنه قد توفى عقب ولادته مباشرة ، ولكن الحقيقة أنه قد ظل على قيد الحياة داخل الغرفة السرية ، وتعتني به إحدى المربيات التي ظلت طي الكتمان هي الأخرى ، وبذلك تم تحييد الابن الشرعي والوريث لتلك الأسرة من كافة ثروته ، وذلك بعد أن أنجبا طفلاً آخر في العام التالي .
ويقال أن السبب خلف إخفائهم لهذا الطفل ، لأنه كان طفلاً مشوهًا يديه وقدميه مثل الدُمى بلا فائدة ، ورأسه ملتصق بكتفيه ، ولم تكن تلك الواقعة هي الوحيدة في تاريخ تلك العائلة النبيلة ، إذ تفجرّت فضيحة كبرى لتلك العائلة عندما تم كشف النقاب عن فتاتين من تلك العائلة ، تم إيداعهما بمصحة للأمراض العقلية ونسيانهما تمامًا ، على مدار أربعين عامًا ، ولعل هذا ما يؤكد رواية وجود الطفل (توماس) وهو الطفل المشوه للعائلة ، خاصة مع عدم وجود شاهد قبر له .
وكان توماس حبيس غرفته ، ولا يحق له الخروج سوى للسطح ليلاً حتى يشم بعض الهواء وينظر للسماء ونجومها ثم يعود مرة أخرى لغرفته الدائرية الكئيبة ، وفي إحدى الليالي تجرأت إحدى الخادمات لرؤية ما يوجد داخل الغرفة السرية .
وكان فضولها وبالاً عليها ، فقد أمسك بها حارسين وقاما بقطع لسانها حتى لا تدلي لأحد بما رأت ، ولكنها فرت هاربة فزعًا فلحقا بها وقطعا رأسها ، وقطعوا جسدها إربًا وأطعموا به الحيوانات الجائعة بالغابة ! ويقال أن شبحها لم يغادر المكان حتى الآن ، وهناك من رأوا هذا الشبح يركض صارخًا وسط الغابة ، بالقرب من القلعة .
وليس هذا الشبح الوحيد الذي يظهر لزوار المكان ، فهناك شبح لطفل أسود كان يعمل خادمًا للسيدة شارلوت ، ومهمته هي الوقوف إلى جوار غرفتها منتظرًا أوامرها ، وفي إحدى الليالي قارصة البرودة ، نامت الملكة في عمق ، بينما ظل الطفل جالسًا يرتعد من البرد إلى أن مات ، ويقال أن شبحه مازال يظهر بجوار الغرفة .
الابن المشوه (توماس) قيل أنه قد تم سد غرفته بحائط مع تركه يموت جوعًا ، كما تم قتل جليسته بوحشية حتى لا تنبس ببنت شفه بشأنه ، ولم تكن تلك الوقائع الوحشية هي الوحيدة ، فحتى الآن يظهر شبح الليدي جلامس .
ويقال أنها زوجة أب اللورد جيمس ليون ، والذي كان يكن لها ولعائلتها كرهًا شديدًا ، فبعد وفاة زوجها بقيت بلا حماية ، وهنا قام اللورد باتهامها بالسحر والشعوذة وكانت عقوبة تلك التهمة آنذاك هو الحرق حيًا .
وتم الإمساك بها هي وابنها وكافة الخدم خاصتها ، وتعذيبهم جميعًا إلى أن اعترفت الليدي مرغمة زورًا بأنها تمارس السحر الأسود ، وهنا تم إيداعها بالسجن مع ابنها إلى أن تم إعدامها ، بالحرق حية أمام أعين الجميع وأمام ابنها أيضًا ، الذي مات حسرة على أمه ، ويقال أن شبحها يجوب القلعة بشكل دائم ، حتى تشعر عند دخولك للمكان ، بأرواح حزينة معذبة تتجول في المكان ، بطريقة قد تجثم على صدرك ، مع سماع أصوات صرخات العذاب والألم التي تنضح بها جدران القلعة.