للعديد من المنازل والأماكن ، سكانها ، خاصة إذا ما كان المنزل قديمًا ، أو حدث به شيء بشع ، أو حتى أقيم على أرض غير طبيعية ، كأن تكون أرض مقبرة مثلاً ، وفي العديد من قصصنا ارتبطت الأماكن المهجورة ، بوجود الأشباح والأرواح العالقة بها ، ولكن ما قصة منزل آس؟
البداية ..
في بداية القرن التاسع عشر ، كانت مسألة العبودية في جنوب أمريكا أمرًا عاديًا للغاية ، حيث لاقى الزنوج الأفارقة شتى أنواع المذلة ، والتعذيب ، وكانوا يعملون في منازل أسيادهم من ذوي البشرة البيضاء ، وينامون في أماكن لا تصلح حتى للحيوانات وليس الآدميين ، وكانوا يعملون في زراعة القطن ، وأشجار الآس .
ولكن مزرعة السيدة إليزابيث بوتر كانت مختلفة ، فقد اهتمت بالخدم ، ولكن عندما تقدمت السيدة في السن ، وصارت تعيش وحدها مع ابنتها وحفيدتيها ، وكّلت زوج ابنتها بمراقبة ويُدعى وودروف ، ومباشرة العمل في المزرعة الخاصة بها ، وكان زوج ابنتها شخصًا انتهازيًا ، كان يعامل العبيد بقسوة وتعالٍ ، وكان يعمل على إغواء الخادمات ، ومن بينهن خادمة كانت تُدعى كلوي ، وكان وودروف يستغلها لسد رغباته الشهوانية ، والمسكينة تعمل في طاعته وتنفذ ما يأمرها به ، حتى لا يلقيها إلى الشارع ، ولكنه بدأن يمل منها ، ثم تركها واتخذ لنفسه عشيقه أخرى.
وهنا توقعت كلوي أن وردروف سوف يجعلها تعمل في الحقول ، وكان هذا بمثابة إخراجها من الجنة إلى الجحيم ، فراحت تتنصت على أحاديثه مع زوجته ووالدتها ، لتعرف ما إذا كان ينوي الغدر بها ، ولسوء حظها ، وقعت كلوي في قبضته وهي تتنصت عليهم ، فقرر معاقبتها بقطع أذنها ، بعدما سحلها أمام الخدم ، فصارت ترتدي قلنسوة خضراء لإخفاء ذلك التشوه بأذنها المقطوعة.
أحداث وانتقام ..
أرادت كلوي بتفكيرها الضيق ، أن تحاول كسب ثقة العائلة مرة أخرى ، فقامت بوضع بعض السم ، في كعكة طلبتها منها ابنة السيدة اليزابيث من أجل عيد ميلاد الحفيدة ، وكانت تظن أنهم سوف يمرون بحالة من المرض العابر ، فتقوم هي برعايتهم على أكمل وجه وتنال ثقتهم مرة أخرى ، ولكن ما حدث كان بشعًا ، فقد تناول أفراد العائلة من الكعكة ، وتوفيت إبنة السيدة إليزابيث والحفيدتين عقب تناول الكعكة في نفس اليوم .
كانت ليلة مرعبة ، فقد خشي العبيد من رد فعل وودروف ، خاصة أنه قد صُدم بوفاة زوجته وابنتيه ، فقاموا بجر كلوي من الكوخ الذي اختبأت به ، وقتلوها شنقًا على غصن شجرة ، ثم سحبوها إلى الحديقة وقطعوها إربًا انتقامًا مما فعلت ، ثم قذفوا بها إلى نهر المسيسيبي ، وعقب تلك الأحداث أغلق وودروف الغرفة التي توفت بها زوجته وابنتيه ، ومنع أي شخص من دخولها حتى آخر يوم في حياته .
أشباح على قيد الحياة ..
تدور العديد من الرؤى لأشباح تظهر بالمنزل ، منهم شبح لويس ابن أحد مالكي المنزل ، وقد قتل قبيل مطلع القرن العشرين ، وأشباح لثلاثة جنود كانوا قد اختبؤا داخل المنزل إبان الحرب الأهلية الأمريكية ، وكانوا قد قتلوا داخله ، ومن ثم بدأت بقعة دماء على هيئة شخص تظهر على الأرض ، ولم تفلح كل الطرق لإزالتها ، إلى أن اختفت من تلقاء نفسها عقب عدة أعوام.
وهناك شبح وليم ونتر الذي ناداه أحد الأشخاص للحديث معه ، وعند خروجه أصابته طلقة غادرة فوقع أرضًا ولكنه لم يتوفى في الحال ، فظل يزحف من أجل الصعود للغرفة العلوية ليموت في أحضان زوجته وابنته ، ولكن خارت قواه عند درجة السلم السابعة عشرة ، ويقال أن شبحه مازال يتجول في المنزل ليلاً ، لدرجة أنك قد تسمع صوت قدميه يصعد على الدرج ، ولكنها تتوقف فجأة عند الدرجة السابعة عشرة ، دون أن يستطيع الصعود للأعلى كما حدث معه ، قبيل وفاته.
وأشهر الأشباح بهذا المنزل ، هو شبح فتاة تهبط الدرج وتقف أمام مرآه المنزل ، ثم تنظر فجأة برعب وترمق المكان بغضب وهي تتجول بعينيها في المكان بحثًا عن شخص ما ، ويقال بأن تلك الفتاة قد قُتلت وهي تقف أمام المرآه ، ولكنها لم ترى وجه القاتل ، ومحاولاتها في المرآه ليست سوى ، بحثًا عمن قتلها! قد تكون تلك الروايات صحيحة ، وقد تكون خاطئة ، ولكن تظل الحقيقة دائمًا طي الكتمان ، ولا نعرفها سوى باستفتاء القلب.