دائمًا ما ارتبطت القطط السوداء في أذهان العامة بالأشباح ، حتى من ينكر ذلك ربما بعد قراءة هذه السطور تراه يشعر بالارتياب عندما يقابل قطا أسود ، وقد يرى البعض أنها سلسة من الأحداث العادية ، بينما هي بالنسبة لصاحب القصة تعتبر مجموعة من الأحداث المرعبة التي تملكته كليًا حتى أنهت حياته .

القصة كما يرويها صاحبها :
كنت منذ طفولتي هادئ ورقيق المشاعر ، أحب الحيوانات الأليفة ، بل أنني من شدة ولعي بتربية الحيوانات الأليفة ورعايتها ، أصبحت محط سخرية زملائي ، فالحيوانات دائمًا تتميز بالوفاء أكثر من بني البشر .

تزوجت في العشرين من عمري وقد سررت جدًا عندما عرفت أن زوجتي أيضا تهوى تربية الحيوانات الأليفة ولذلك حرصنا على اقتناء أسماك وطيور وكلب وقط ، قطًا أسود كبير الحجم  ، جميل المظهر ، ويتمتع بذكاء غريب حتى أن زوجتي ، التي لم تؤمن أبدًا بالخرافات كانت حين تذكره تشير إلى الحكايات القديمة التي تعتبر القطط السوداء سحرة متخفيين .

كان بلوتو هو اسم القط ، هو رفيقي المفضل كان دائمًا ما يتفهمني وكان نادرًا ما يتركني ، حتى بعد أن تغيرت طباعي بسبب تناول الكحول ظل يتحمل مزاجي المتقلب ، كنت أكره عادة تناول الكحول ولكني للأسف لم استطع الإقلاع عن هذه العادة القبيحة ، وكلما كانت مشاكل العمل تزداد كنت ارتاد الحانات وأسرف في الشرب مع أنني كنت أكره تلك الأماكن .

وذات يوم وبينما أنا عائد من الحانة بعد تناول الكثير من الكحول كالعادة ، كنت أترنح وأهزي أرتطو بالجدران وأسقط على الأرض ، ظهر أمامي بلوتو وأخذ يتقرب مني كما هي عادته ولكني أشحته بعيدا .

فعاد مرة ثانية إلي شعرت بالضيق الشديد منه ووجدت أمامي على منضدة السكين تناولتها واقتربت من القط وفي حركة وحشية اقتلعت إحدى عينيه بقسوة ، يا إلهي ماذا فعلت أنني وحشا قميء ، ركضت مسرعًا إلى حجرتي ونمت وأنا أشعر أن شيئا ما جاثمًا على صدري .

إستيقظت زوجتي في الصباح  لتجد بلوتو أمامها بعينا واحدة ولكنه رابط الجأش ، شعرت زوجتي بالأسى وأخذت تربت عليه وتعالج جرحه ، أما أنا فقد وجدته ينظر إلى باستمرار وحاول الاقتراب منى ، شعرت بالرعب من منظر عينه الفارغة فغادرت البيت مسرعًا ، وفي المساء ذهبت مجددًا إلى الحانة وأخذت أتجرع الشراب حتى الثمالة وأنا أشعر بالاكتئاب ، كنت خائفا من العودة للمنزل .

عندما عدت كانت زوجتي نائمة كالعادة ووجدت القط بانتظاري ينظر إلي كأنه يتوعدني لم أتحمل أن أراه أمامي ، أحضرت حبلا ولففته حول رقبته وعلقته بأحد الأشجار ، شنقته ، ثم ذهبت إلى فراشي وأنا أشعر ببعض الارتياح لأني لن أراه ثانية وسوف أنسى جريمتي قريبًا .

استيقظت على حريق ، البيت يحترق بالكامل نجوت أنا وزوجتي بأعجوبة ، أحترق كل ما أملك لم يتبق من المنزل سوى حائط واحد مازال واقفًا كما هو لم تمسسه النار الحائط الذي خلف سريري ، ربما لأنه أعيد ترميمه حديثا .

ولكن هناك شيء ، اقتربت لأنظر فوجدت صورة القط منقوشة عليه الناس المجتمعين حولي رأوها أيضا إذن أنا لا أتخيل ، ربما التقطها أحدهم حيث كانت مازالت معلقة على الشجرة وألقاها داخل الحجرة ليوقظنا فتركت أثرًا على الحائط ، قلت ذلك لنفسي لأستريح .

وفي يوم بينما أنا في الحانة رأيته رأيت قطي قابعًا على أحد البراميل ينظر إلي ، اقتربت منه لأنظر لا ليس هو هذا قط أسود ولكن ببقعة بيضاء واضحة على صدره ، اتجهت إلى المنزل فتبعني ، كنت أنا وزوجتي نقيم في قبو المنزل المحترق نزل معي إلا القبو حاولت طرده لم أفلح ، رأته زوجتي فأخذته قالت إنه يشبه بلوتو ، في الصباح رأيته بعين واحدة وأبدت زوجتي ملاحظه عن البقعة البيضاء على صدره إنها تشبه المشنقة .

أنا أكره هذا القط ولا أتحمل وجوده بالمنزل ، أشعر أنه سيقتلني ، عدت ثملًا كالعادة ورأيت القط بالمنزل وكانت زوجتي مستيقظة ، التقطت فأسا من القبو وهويت بها ناحية القط لأقتله ، أتت زوجتي مسرعة لتنقذه ، فإذا الفأس تنزل فوق رأسها سقطت على الأرض ميتة والدماء تملأ المكان .

أنا مرتعبًا ، جاءتني فكرة سأخفي الجثة داخل أحد الحوائط المخلخلة بالقبو ، وضعت الجثة داخل الحائط بوضع رأسي ثم بنيت عليها ، بحثت عن القط في كل مكان لأقتله فلم أجده ، إذن فقد أرتعب مني وهرب .

بلغت الشرطة عن اختفاء زوجتي ، بحثت الشرطة في كل مكان ثم أتت لتبحث في القبو ، ظللت خائفًا حتى أتمت الشرطة التفتيش ولم تجد شيئًا قلت لهم لا يوجد شيء وأنا أخبط بيدي على الحائط ، فإذا بي أسمع أكثر صوت مرعب سمعته في حياتي يخرج من الحائط صوت أرعبني لدرجة أني سقطت على الأرض مغشيا علي ، وسقط الحائط وإذا بجثة زوجتي واقفة داخل الحائط وتغطيها دماء زرقاء والقط يقف فوق رأسها ، لقد بنيت عليه الحائط ، وها أنا أنتظر حبل المشنقة .

By Lars