باع برج إيفل قصة اشهر نصاب باع برج ايقل مرتين فى أحد الأيام بعد الحرب العالمية الأولى ،كان يجلس “فيكتور لوستيج” على كافيه فى باريس يتصفح الجرائد،
فيكتور لوستيج، الذي يعد من أشهر النصابين في التاريخ، استغل ذكاءه وجرأته لإتمام عمليات نصب كبيرة، لعل أبرزها عملية بيع “برج إيفل” مرتين، وهي واحدة من أغرب حكايات الاحتيال في العالم.
بدأت القصة بعد الحرب العالمية الأولى عندما كان “لوستيج” يجلس في كافيه بباريس ويطالع الصحف، فوقعت عيناه على مقال يتحدث عن الحالة المتدهورة لبرج إيفل الذي أصبح آيلاً للسقوط ويحتاج إلى ترميم بتكاليف باهظة. هنا بدأ التفكير بطريقة شيطانية في استغلال هذه الفرصة.
قرر لوستيج أن يعرض فكرة بيع برج إيفل كخردة على مجموعة من رجال الأعمال. ولكي يزيد من مصداقيته، قام بتزوير أوراق حكومية تثبت أنه يعمل متحدثًا رسميًا باسم الحكومة الفرنسية، كما زعم أنه نائب المدير العام لوزارة البريد والتلغراف. وبأسلوبه اللبق والإقناع، بدأ يسرد قصة وهمية أمام رجال الأعمال بأن الحكومة الفرنسية غير قادرة على تكاليف ترميم البرج، لذا قررت بيعه سراً كخردة.
اختار لوستيج ستة من رجال الأعمال للاجتماع معهم في أحد الفنادق الفاخرة، واصطحبهم في جولة حول البرج بسيارة ليموزين ليجعلهم يشعرون بأهمية الصفقة. بعد مراقبة ردود أفعالهم، وقع اختياره على “أندريه بوسيون”، تاجر متحمس جداً للصفقة، حيث وجد فيه الضحية المثالية.
لكن كان هناك عقبة: شكوك زوجة “أندريه” حول الصفقة. لذلك، استخدم لوستيج دهاءه وقال لـ “أندريه” إنه كموظف حكومي بسيط يحتاج إلى “رشوة” ليتمكن من تسهيل الصفقة، مما جعل “أندريه” يطمئن ويعتقد أن الأمر طبيعي.
وهكذا، نجح لوستيج في إتمام عملية النصب وحصل على مبلغ ضخم مقابل “بيع” برج إيفل. لكن “أندريه”، بعد أن اكتشف أنه قد وقع ضحية لأكبر عملية احتيال في حياته، لم يبلغ الشرطة خوفًا من الفضيحة.
بعد نجاحه في الهروب إلى النمسا، عاد لوستيج مرة أخرى إلى فرنسا ونفذ نفس الحيلة مع ضحية أخرى، لكن هذه المرة تم الإبلاغ عنه. رغم ذلك، استطاع لوستيج الهروب مجددًا بذكاء.
إلى جانب بيع برج إيفل، قام لوستيج بعملية نصب أخرى مشهورة تمثلت في بيع “صندوق ماكينة نسخ العملة”. أوهم ضحاياه بأن هذه الآلة يمكنها نسخ 100 دولار كل ست ساعات، واستطاع بيعها لأكثر من شخص بمبلغ 30 ألف دولار. لكن الحقيقة أن الصندوق كان ينسخ فقط 100 دولار لفترة قصيرة، وبعدها يخرج أوراق بيضاء، مما جعل ضحاياه يدركون أنهم وقعوا في فخ محكم.
في النهاية، سقط لوستيج في يد الشرطة بعد أن أبلغت عنه عشيقته بدافع الغيرة، وتم الحكم عليه بالسجن حتى وفاته في عام 1947 بسبب مرض التهاب رئوي.