تحل اليوم، الخميس، ذكرى رحيل الملحن والمغني ملحم بركات، صاحب الموهبة الفنية الكبيرة، فقد استقاها من والده الذي رغم أنه كان يعمل نجارًا، لم ينس الفن، فكان يجلس ويدندن على العود أجمل أغاني موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ما جعل ملحم ينجذب إلى هذا العالم، وحلم أن يصبح واحدا من أعمدة هذه الصناعة، وقد استطاع بالفعل.

وهذه أبرز المعلومات عنه:

1- ملحم من مواليد 5 أبريل 1945، ببلدة كفر شيما بين الدروب الخضراء لجبل لبنان، ووضع أول ألحانه وهو فى المدرسة وقدم لهم النشيد المدرسي، وأقبل على شراء الجرائد ليلحن كلماتها، وحينما رغب في دراسة الموسيقى رفض والده وقال له: «كيف ستغنى وهناك عبد الوهاب؟!»، ومع ذلك ترك ملحم الدراسة والتحق بالمعهد الوطني للموسيقى دون علم والده، وكان يخفي كتب المعهد في كيس ورقي يضعه أمام مدخل منزله، إلى أن اكتشف والده الأمر، وتقبله نظرا لإصرار ملحم على الغناء والتلحين.

2- لم يكمل ملحم دراسته فى المعهد، بناء على نصيحة صديقه الفنان فيلمون وهبة، الذي أخبره بضرورة الالتحاق بمسرح الرحبانية، وبالفعل انضم إلى الأخوين رحباني، وكان يلحن لهما المسرحيات، لكنه قرر بعد ذلك أن يتركهما ويشق طريقه.

ملحم حكى عن الواقعة السابقة، قائلًا: «ذات يوم قال لي فيلمون وهبة بالحرف الواحد: يا ابني أنت ولد موهوب، لكن مع بيت الرحابنة لن تصل إلى الشهرة، إما أن تكون مكان نصري شمس الدين -(مغني مسرحي شهير بلبنان)- أو أقل منه، ولن يتركوك تتفوق عليه»، ثم تابع الحكاية، كاشفًا أن الرحابنة كادوا أن يربطوه بعقد، لكنه لم يقبل، وعمل معهم مسرحية تحمل اسم «الشخص» ثم رحل، وحينما هاتفه الرحابنة قال لهم: «مستقبلي ليس لديكم»، لكن رغم هذا أكد أن عمله معهم أكسبه خبرة كبيرة.

3- انطلقت مسيرته الحقيقية من خلال أغنية «الله كريم» التي كتبها له الراحل توفيق بركات ولحنها له جاره فيلمون، وكانت بداية مهمة لأن صوته كان يشبه وديع الصافي، وكان يعتقد البعض أنه هو من يغني الأغنية، وألحق هذا النجاح بأغنية «سافر يا هوا» كلمات مصطفى محمود وألحان فيلمون وهبي، وبعدها تعرف على مارون نصر وقدم له أغنية «يا أسمر»، ومن بعدها بدأ يرتسم طريقه خطوة تلو الأخرى.

4- لم تكن موهبته مقتصرة على الغناء والتلحين فقط، فقد دخل عالم التمثيل ونجح فيه، وكان أول عمل مسرحي قام ببطولته هو «الأميرة زمرد» ومن ثم «الربيع السابع» مع الأخوين رحباني، وبعد ذلك مسرحية «ومشيت بطريقي» وكان له بعض الأعمال فى السينما فقد قام ببطولة فيلم «حبي لا يموت».

5- لحن العديد من الأغاني لكبار المطربين منهم «وديع الصافي، صباح، سميرة توفيق، ماجدة الرومي، وليد توفيق، بسكال صقر، ربيع الخولي، أحمد دوغان، ميشلين خليفة»، وكان أول ألحانه فى أغنية «بلغي كل مواعيدي»، وهي ثنائية بينه وبين جورجيت صايغ، ثم قدم لحن مسرحية «حلوة كتير» للمطربة صباح.

6- أكثر الشعراء الذين تعاون معهم هو نزار فرنسيس الذي كان يعتبره توأم روحه، وحينما كان يطلب ملحم منه تعديل بعض الكلمات كان يفعل هذا بكل أريحية، على الرغم من أنها كبيرة عند الشعراء، وحدث هذا في أغنية «جيت بوقتك» عندما قرر ملحم أن تحل كلمة «فرفح» مكان كلمة «فرَّح»، وكان له ما أراد، خصوصاً أن هذه الكلمة تذكره بابنه ملحم جونيور فهو كان يقول له دائماً: «بابا عندما أشاهدك على شاشة التليفزيون “بفرفح قلبي”».

7- تزوج ملحم بركات في بداية حياته من سعاد فغالي شقيقة الفنانة الراحلة صباح، ولم يرزق منها بأولاد، وبعدها تزوج من راندا عازار وهي أم أولاده مجد ووعد وغنوة، وتزوج مرة أخرى من مي حريري التي أنجبت له ملحم جنيور والتى طلقها وعاد وارتبط بها مجدداً، وقد أعلن إسلامه «على الورق» كي يستطيع الزواج منها.

8- اختتم مسيرته بلحن أغنية «أنا اعتزلت الغرام» للمطربة ماجدة الرومي، وعلى الرغم من شهرته الكبيرة فى لبنان فإنه لم يلق صدًي واسعا فى مصر، خاصة أنه لا يحب الغناء باللهجة المصرية وهاجم من قبل الفنان وائل جسار ولقبه بـ«الخائن» للأغنية اللبنانية هو وراغب علامة ونانسي عجرم وكل من يغني باللهجة المصرية.

9- في 28 أكتوبر 2016، رحل عنا بركات نتيجة إصابته بمرض سرطان الظهر والرئتين، بسبب التدخين. 

المصدر:بيروتكم

By Admin