قصة عن الزوجة الصالحة
يحكى أنه كان في زمن بعيد، يعيش في بيت متواضع الحال زوج مع زوجته،
وكانت حياتهما بسيطة تخلو من مظاهر الترف والرفاهية، لكن الزوجة كانت قانعة وراضية،
لا تشكو ولا تمل من حالها، بل دائمًا تحمد الله على كل ما قسمه لهما.
في يوم من الأيام، ذهبت الزوجة إلى بيت أهلها لقضاء اليوم معهم بينما كان زوجها يعمل لساعات طويلة.
مرت الأيام، وفي صباح اليوم التالي، أرسل والد الزوجة طلبًا إلى زوج ابنته يطلب فيه لقاءه بشكل عاجل.
تفاجأ الزوج من هذا الطلب، لكنه لم يتردد في الذهاب.
وعندما وصل إلى بيت والد زوجته، استقبله الأب وقال له بغضب: “يا بني،
لماذا تكثر من إحضار اللحوم والأسماك والفواكه لابنتي؟ ألا ترى أن الحياة ليست بحاجة لكل هذا؟
اجلب لها طعامًا بسيطًا كالفول والجبن، مثل بقية الناس!”
تعجب الزوج مما سمعه، واحتار كيف يرد على والد زوجته.
فهو يعلم تمامًا أنه لم يكن يجلب تلك الأطعمة الفاخرة التي يشتكي منها الأب،
بل كان بالكاد يوفر احتياجاتهما الأساسية من الطعام البسيط.
عاد الزوج إلى بيته وهو في حيرة من أمره، وقرر أن يسأل زوجته عما حدث. ناداها وسألها عما دار بين والدها وما قد يكون سبب هذه الشكوى الغريبة.
قصة عن الزوجة الصالحة
نظرت الزوجة إلى زوجها بحياء وقالت: “عندما أذهب إلى بيت أهلي، يقدمون لي أشهى وأفخم الأطعمة، من لحوم وفواكه، لكني دائمًا أرفض تناولها. وعندما يسألونني لماذا لا أتناول الطعام، أخبرهم أنني أشبعت من هذه الأطعمة في بيتنا، وأنك تجلب لي مثل هذه الأطعمة الفاخرة كل يوم، حتى أصبحت أشتاق إلى الطعام البسيط.”
حين سمع الزوج هذا الكلام، أدرك أن زوجته كانت تخفي قلة ما يمتلكانه بإظهار سعادتها ورِضاها، حتى لا يشعر أهلها بأي نقص أو ضيق في حياتها. وكانت هذه الزوجة مثالًا للزوجة الصالحة التي تحفظ سر بيتها وتظهر الرضا والقناعة في كل حال.
فرح الزوج بحسن تصرف زوجته وحكمتها، وشكر الله على نعمة الزوجة الصالحة التي تسعده وتعينه على تحمل أعباء الحياة.