قصة مريم بنت عمران تحكي قصة السيدة مريم عليها السلام عن نموذج من الإيمان والطاعة والبركة،
حيث كانت مثالًا يُحتذى به للنساء والرجال على حد سواء.
لقد اصطفاها الله تعالى على جميع نساء العالمين، وجعلها في مرتبة عظيمة خصّها بها بين خلقه.
ولدت مريم عليها السلام لأبوين صالحين، عمران وحنة، وكانا من أشد الناس تقوى وصلاحًا،
لكن الله لم يرزقهما أبناءً حتى شاخت حنة. وعندما حملت بفضل الله،
نذرت ما في بطنها ليكون خادمًا لبيت المقدس، ظنًا منها أنها حامل بذكر.
ولكن عندما ولدت أنثى، شعرت بالحزن والخشية من ألا توفي بنذرها، وسميت مولودتها “مريم”،
والتي تعني “العابدة والقانتة”.
تقبل الله نذر حنة، وتولت مريم العبادة في محرابها،
حيث كان سيدنا زكريا عليه السلام هو من يرعاها. كان يجدها دائمًا برزق وفير من الله،
ويستغرب كيف يتوفر لديها الطعام دون أن يقدمه لها أحد، لتجيبه مريم عليه السلام بأن الرزق من عند الله تعالى.
قصة مريم بنت عمران
كانت السيدة مريم مشغولة تمامًا بعبادة الله ولا تخرج من محرابها إلا نادرًا. وفي أحد الأيام،
عندما خرجت لتقضي حاجتها،
أرسل الله إليها جبريل عليه السلام في هيئة بشر ليبشرها بأنها ستحمل بغلام له شأن عظيم.
استغربت مريم لأنها لم يمسسها بشر، لكن ذلك كان أمرًا من الله تعالى.
حملت مريم ووضعت ابنها عيسى عليه السلام تحت جذع نخلة بعيدًا عن الناس،
بأمر من الله. وعندما عادت إلى قومها وهي تحمل وليدها،
استنكروا أمرها واتهموها بشيء فظيع قائلين: “يا مريم لقد جئت شيئًا فريًا”.
لكنها لم تجبهم بل أشارت إلى وليدها، فعندها نطق عيسى عليه السلام بإذن الله،
مبينًا أنه عبد الله وجاء بالرسالة والبركة.
كان نطق عيسى عليه السلام في المهد معجزة عظيمة أدهشت قوم مريم،
وقد جاء في القرآن الكريم قوله:
“إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًا وجعلني مباركًا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًا،
والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًا”.
هذه القصة العظيمة تبرز طاعة السيدة مريم وإيمانها الكامل بالله،
وتعلمنا أن كل ما يحدث بإرادة الله، وأن الله يختار من يشاء من عباده ليصطفيهم بمهمات عظيمة.