قصص عن التسامح في الإسلامقصص عن التسامح في الإسلام

قصص عن التسامح في الإسلام تحكي هذه القصة عن موقف عظيم حدث بعد غزوة بدر،

عندما وقع سهيل بن عمرو، أحد زعماء قريش وخطيبها البليغ،

أسيرًا في أيدي المسلمين. حينما جيء به بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،

رأى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه،

أن هذه فرصة عظيمة للحد من تأثير سهيل الخطابي الذي كان يستخدمه للنيل من الإسلام والمسلمين. فقال عمر مخاطبًا النبي عليه الصلاة والسلام:

“يا رسول الله، دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو حتى لا يتمكن من الخطابة ضدك مرة أخرى”.

إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم، بحلمه وحكمته المعهودة، رد عليه قائلاً:

“دعه يا عمر، فلعلك ترى منه ما يسرك”.

وتجلى عظمة النبي صلى الله عليه وسلم في رفضه فكرة الانتقام أو الانتقاص من قدر أحد خصومه حتى في لحظة انتصاره عليهم.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم على يقين أن قلوب هؤلاء الكفار قد تنقلب إلى الإيمان.

موقف صلح الحديبية:

بعد مرور سنوات، جاء وقت صلح الحديبية، عندما أرادت قريش إبرام صلح مع المسلمين،

بعثت سهيل بن عمرو ليتفاوض باسمها. كان سهيل حينها في مكانة المحاور عن قريش،

بينما كان المسلمون، وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم،

في جانبهم. وكان من بين المسلمين عبد الله بن سهيل بن عمرو، ابن سهيل، الذي كان قد أسلم.

عندما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يملي شروط الصلح، طلب من علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أن يكتب الوثيقة. فبدأ النبي قائلاً:

“بسم الله الرحمن الرحيم”.

لكن سهيل اعترض قائلاً: “لا نعرف هذا (أي الصيغة)، بل اكتب باسمك اللهم”.

فوافق النبي عليه الصلاة والسلام على هذا التعديل، وأمر عليًّا أن يكتب “باسمك اللهم”.

ثم تابع النبي صلى الله عليه وسلم يملي:

“هذا ما صالح عليه محمد رسول الله“.

ولكن سهيل اعترض مرة أخرى قائلاً: “لو كنا نعلم أنك رسول الله، لما قاتلناك. فاكتب اسمك وأتبع اسم أبيك”.

فقال النبي عليه الصلاة والسلام، مؤكدًا رسالته: “والله إني لرسول الله وإن كذبتموني”. لكنه وافق على طلب سهيل وأمر عليًّا بكتابة “محمد بن عبد الله”.

وتمت كتابة عقد الصلح وفق الشروط التي اتفقوا عليها.

الدروس المستفادة:قصص عن التسامح في الإسلام

  1. التسامح والحكمة: كان النبي عليه الصلاة والسلام يفضل الحوار والتفاوض على النزاع، وكان يتنازل عن بعض الأمور التي لا تؤثر على جوهر الرسالة من أجل تحقيق الأهداف الكبرى.
  2. العفو عند المقدرة: كان بإمكان النبي صلى الله عليه وسلم أن ينتقم من سهيل بن عمرو، لكنه اختار الصفح والتسامح، مما فتح الطريق لهداية العديد من أهل مكة في المستقبل، بما فيهم سهيل بن عمرو نفسه الذي أسلم لاحقًا.
  3. الإصرار على الحق: رغم التنازلات الشكلية التي قبل بها النبي عليه الصلاة والسلام، إلا أنه لم يتنازل أبدًا عن جوهر رسالته أو عن إيمانه بأنه رسول من عند الله، حتى وإن كان ذلك موضع اعتراض من الطرف الآخر.

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك

By Lars