قصة عن حب وتضحية الأم قصة مؤثرة عن حب وتضحية الأم: عطاء بلا حدود
القصة:
كانت هناك أم تكافح من أجل تربية ابنها، تدير متجرًا صغيرًا في سوق للسلع المستعملة وتجمع الحشائش لتبيعها. كانت تعمل ليل نهار لتأمين لقمة العيش لابنها، لكنها دائمًا ما شعرت بالإحراج من شكل عينها الواحدة. في يوم احتفالي بالمدرسة، حضرت الأم لتكون بجانب ابنها، لكن الابن كان محرجًا جدًا من شكل عينها الواحدة. نظر إليها بنظرة بغيضة وهرب.
في اليوم التالي، سخر زملاء الابن منه وسألوه: “أمك لديها عين واحدة فقط؟” شعر الابن بالخجل الشديد وتمنى لو أن أمه تختفي من العالم. عاد إلى المنزل غاضبًا وقال لأمه: “لماذا لا تموتين؟ أنت تجعلينني أضحوكة أمام أصدقائي”. لم ترد الأم، لكنها بكت في المطبخ ليلًا بصمت. ورغم ذلك، استمر الابن في كره والدته واعتبر أن الفقر هو السبب.
كبر الابن وترك والدته وراءه، وانتقل إلى مدينة أخرى، حيث تفوق في دراسته ودخل جامعة مرموقة. تزوج وأنجب أطفالًا، واعتقد أنه نجح في الهروب من ماضيه. لكنه في يوم من الأيام، جاءت أمه لزيارته، ورأتها ابنته الصغيرة وخافت منها. صرخ الابن في وجه والدته: “كيف تجرئين على المجيء إلى منزلي وتخويف ابنتي! اخرجي من هنا!” فاعتذرت الأم بهدوء وغادرت.
بعد فترة، تلقى الابن دعوة لحضور لقاء في مدرسته القديمة. بعد اللقاء، قرر زيارة منزل والدته القديم بدافع الفضول. عندما وصل، وجد والدته ملقاة على الأرض. بجانبها كانت هناك رسالة كتبت فيها:
“ابني العزيز، أعلم أنك مشغول، ولا أريد أن أزعجك. أردت أن أخبرك أنني آسفة إذا كنت قد تسببت لك بالإحراج. لقد فقدت عينك عندما كنت صغيرًا، ولم أتحمل رؤية ابني يكبر بعين واحدة، فقررت أن أعطيك عيني. كنت أرى العالم من خلالك، وأشعر بالفخر بك دائمًا. أحبك يا بني”.
بعد قراءة الرسالة، انهار الابن من شدة الحزن والندم. أدرك أنه أساء لوالدته التي ضحت بكل شيء من أجله. لقد أعطته عينيها ليعيش حياة أفضل، لكنه لم يقدر هذا العطاء إلا بعد فوات الأوان.
قصة عن حب وتضحية الأم