قصة سيدنا سليمان مع الخيل يحكى أن سيدنا سليمان عليه السلام كان معروفًا بحبه الشديد للخيل، فقد كان الخيل عنده ليس فقط وسيلة للجهاد في سبيل الله، بل كان أيضًا رمزًا للجمال والقوة والسرعة. وكانت الخيول التي يمتلكها سيدنا سليمان عليه السلام خيولًا أصيلة ومدربة على فنون القتال والحروب، وكان يعتمد عليها في معاركه وجهاده ضد أعداء الله. كان يهتم بتنظيم صفوفها بنفسه ويعتني بها أشد العناية.
وذات يوم، كان سيدنا سليمان منشغلًا بتنظيم خيوله الجميلة والقوية، وكان يراقبها بانبهار وإعجاب كبيرين، حيث كانت تخطف الأنظار بجمالها وسرعتها. وبينما كان يقوم بترتيبها والاهتمام بها، مرت ساعات اليوم دون أن ينتبه إلى أن الشمس قد غابت، وفاته وقت صلاة العصر.
عندما أدرك سيدنا سليمان عليه السلام أنه قد فوت الصلاة بسبب انشغاله بالخيول، شعر بالغضب والحزن العميق. فقد كان يعلم أن العبادة والالتزام بطاعة الله هي الأهم، وأن أي شيء يشغله عن ذكر الله قد يكون خطرًا عليه. ولم يكن سليمان عليه السلام يتهاون في عبادته أو طاعته لربه، بل كان من الأنبياء الذين يقدرون أهمية الصلاة والطاعة في وقتها.
قصة سيدنا سليمان مع الخيل
من شدة حزنه وندمه على ما حدث، قام سيدنا سليمان بذبح بعضًا من خيوله، كعلامة على توبته ورغبته في أن لا يشغله أي شيء عن عبادة الله. وقد تصدق بلحوم تلك الخيول على الفقراء والمحتاجين، ثم أعلن: “والله لن تشغلني الخيول يومًا بعد اليوم عن عبادة الله جل علاه.”
هذا التصرف من سيدنا سليمان كان تعبيرًا عن مدى خوفه من أن تؤثر الدنيا على علاقته بربه، وكيف أنه كان مستعدًا للتخلي عن أي شيء، حتى أعز ما يملك، إذا كان سيشغله عن العبادة.
وفي مكافأة من الله تعالى على إخلاصه وتوبته، شخر الله الرياح لسليمان، أي جعلها تطيع أوامره وتسير بأمره حيث يشاء. فقد استخدم الرياح في التنقل والسفر والجهاد، وكان ذلك تعويضًا من الله له على ترك الخيول، وتأكيدًا على أن الطاعة والإخلاص لله يأتيان دومًا بالخير والبركة.
وهكذا كان سيدنا سليمان عليه السلام نموذجًا للمؤمن الطائع الذي لا يسمح للدنيا أن تشغله عن طاعة الله، وكان درسًا لنا جميعًا في أهمية التوازن بين الدنيا والآخرة، وفي أن العبادة هي الهدف الأسمى في حياة المؤمن.