قصة العلم والجهلقصة العلم والجهل

قصة العلم والجهل

في يومٍ من الأيام، كانت هناك عمارة راقية يعيش فيها سكان ودودون، وكانت العلاقات بينهم مليئة بالحب والاحترام. في تلك العمارة، رزقت ثلاث أسر بثلاثة مولودات إناث في نفس الوقت تقريبًا. استبشرت تلك الأسر خيرًا، وعمّ الفرح في الأرجاء. وكان من بين هؤلاء العائلات أسرة تتمنى منذ فترة طويلة مولودة أنثى، وعندما تحقق حلمهم، ملأت السعادة قلوبهم.

مرّت الأيام، وبدأت الأم تلاحظ أن طفلتها الصغيرة تقوم بحركات غريبة، وتتعرض لنوبات تشنجات غير مبررة. في البداية، ظنت الأم أن الأمر طبيعي وربما يتعلق بالنمو، لكنها بعد فترة زاد قلقها وقررت أن تأخذ الطفلة إلى الطبيب. شرح الطبيب الأم حالة الطفلة وأمر ببقائها في المستشفى لمدة أسبوع لإجراء الفحوصات اللازمة.

بعد مرور الأسبوع، جاء الطبيب يحمل الأخبار المحزنة؛ الطفلة مصابة بحالة صرع شديد، وأعطى الأم تعليمات صارمة حول كيفية الاهتمام بالطفلة وضرورة الالتزام بمواعيد العلاج. كانت الأم حزينة، ولكنها عادت إلى المنزل عازمة على اتباع نصائح الطبيب لضمان تحسن حالة طفلتها.

لكن مع مرور الوقت، بدأت الأم تهمل الطفلة شيئًا فشيئًا. ففي حين كانت تعطيها الدواء في البداية بانتظام، تراجعت تدريجيًا عن الاهتمام. وفي أحد الأيام، قررت الأم اللجوء إلى الدجل والشعوذة بحثًا عن حل سريع لحالة طفلتها. بدلاً من متابعة العلاج الطبي، توجهت الأم إلى السحرة والدجالين، حيث أخبروها بضرورة القيام بتضحيات غريبة وطقوس لا أساس لها من الصحة.

مع الوقت، زاد إهمال الأم، ولم تعد تعطي الطفلة الدواء أو تهتم بصحتها. وفي أحد أيام الشتاء الباردة، كانت الطفلة ترتدي ملابس خفيفة جدًا، ما جعلها تصاب بحمى شديدة وإنفلونزا. ورغم ذلك، لم تأخذ الأم الموقف بجدية حتى تأزمت الحالة. وعندما أخذت الطفلة للطبيب بعد أسبوع من المعاناة، عنفها الطبيب بشدة، وحذرها بأن الإهمال قد يؤدي إلى كارثة.

لم تهتم الأم كثيرًا لكلام الطبيب واستمرت في طريق الجهل والدجل. حتى جاء اليوم الذي اكتشفت فيه أن طفلتها لم تعد تتحرك. لقد ماتت الطفلة نتيجة الإهمال والابتعاد عن العلم.

هذه القصة تبين الفرق الشاسع بين العلم والجهل. لو أن الأم اتبعت نصائح الأطباء واهتمت بعلاج طفلتها، لكانت الطفلة قد عاشت وربما تحسنت حالتها. لكن انسياقها خلف الدجل والخرافات جعلها تفقد أغلى ما تملك، لتدرك في النهاية أن الجهل لا يجلب إلا الألم والندم.

 المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك

By Lars