قصة عن أهمية المبادرة في الحياة والمجتمع في إحدى جامعات ماليزيا، كان هناك أستاذ يقوم بتدريس مادة علم الاجتماع، وكان لهذا الأستاذ رؤية مبتكرة لتعليم طلابه كيفية التأثير الإيجابي في المجتمع. في بداية الفصل الدراسي، وضع شرطًا غير تقليدي: على كل طالب أن يقوم بإسعاد شخص من خارج عائلته خلال الفصل الدراسي الذي يمتد لمدة أربعة أشهر. وكان هذا العمل هو جزء أساسي من التقييم النهائي، إضافة إلى تقديم عرض مرئي في نهاية الفصل يشرح ما قام به الطالب لتحقيق هذا الهدف. كما أعلن أن هناك جائزة قدرها ألف دولار أمريكي لأفضل عشر مبادرات، بتمويل من شركة ماليزية.
تفاعل الطلاب مع هذا التحدي بحماس، وكل واحد منهم بدأ بالتفكير في طرق مبدعة لإسعاد الآخرين. ومن بين هؤلاء الطلاب كان هناك طالب ماليزي قرر أن يخصص مبادرته لإسعاد زميله الهندي الذي يعيش معه في نفس السكن الجامعي. لاحظ الطالب الماليزي أن زميله الهندي دائمًا منطويًا، ولم يكن له أي أصدقاء. وكان الطالب الهندي قد سافر من بلده البعيد لدراسة الطب في ماليزيا، وكان يعاني من الشعور بالوحدة والانعزال.
في يوم من الأيام، كتب الطالب الماليزي رسالة قصيرة وتركها دون توقيع أسفل باب زميله الهندي. كانت الرسالة تقول: “كم كنت أتمنى منذ صغري أن أصبح طبيبًا مثلك، ولكنني لست جيدًا في المواد العلمية. لقد وهبك الله الذكاء والفطنة لتصل إلى هذه المكانة.” ترك الطالب الرسالة ورحل دون أن يكشف عن هويته.
في يوم آخر، اشترى الطالب الماليزي قبعة ماليزية تقليدية وتركها أمام باب غرفة زميله الهندي مع رسالة تقول: “أتمنى أن تعجبك هذه القبعة.” لاحظ لاحقًا أن زميله الهندي كان يرتدي القبعة بسعادة غامرة، وفي تلك اللحظة أدرك الطالب الماليزي مدى تأثير هذه المبادرة البسيطة على زميله.
قصة عن أهمية المبادرة في الحياة والمجتمع
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل قام الطالب الهندي بنشر صور القبعة والرسائل التي تلقاها على حسابه الشخصي في “فيس بوك”، مما أثار إعجاب الكثيرين. وعلق والد الطالب الهندي على هذه الصور قائلاً: “كما نتوسم فيك الخير، يتوسم فيك زملاؤك النجاح، فلا تخذلهم.” هذا التعليق حفّز الطالب الماليزي على الاستمرار في تقديم المزيد من الهدايا الصغيرة والرسائل المشجعة دون أن يكشف عن هويته.
مع مرور الوقت، بدأ الطالب الهندي يتحول تدريجيًا من شخص منعزل إلى شخص اجتماعي محبوب. تلك الرسائل والهدايا كانت لها تأثير كبير في تغيير نظرته إلى الحياة، وفي النهاية تمت دعوته ليشارك قصته مع الجميع. خلال حديثه، كشف أن الرسالة الأولى التي تلقاها من زميله كانت نقطة تحول في حياته، وأنها جعلته يعدل عن فكرة ترك دراسة الطب، ويستمر في رحلته الأكاديمية.
وهكذا، أظهرت هذه القصة كيف أن فعلًا بسيطًا من حسن المعاملة والاهتمام يمكن أن يُحدث تغييرًا كبيرًا في حياة شخص ما، ويجعل العالم مكانًا أفضل.