قصة عن الأخوة في الإسلام من أجمل وأروع القصص التي تجسد معنى الأخوة في الإسلام، هي قصة الصداقة العميقة بين أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، وسيد الخلق أجمعين، النبي محمد، صلى الله عليه وسلم. ومن بين المواقف العظيمة التي جمعت هذين الصديقين هو ما حدث أثناء هجرتهما معًا إلى المدينة المنورة، عندما لجآ إلى غار ثور هربًا من مطاردة قريش.
كان المشركون يبحثون عن النبي، صلى الله عليه وسلم، وصاحبه أبي بكر ليقبضوا عليهما، ولكن الله قدّر لهما النجاة. في هذه اللحظات الصعبة، أظهر أبو بكر الصديق أعلى درجات الوفاء والحب والحرص على سلامة النبي، صلى الله عليه وسلم. عندما وصلا إلى غار ثور، أصر أبو بكر على الدخول أولًا، وذلك ليتفقد الغار ويطمئن من عدم وجود أي خطر داخله قد يلحق الأذى بالنبي، صلى الله عليه وسلم.
قصة عن الأخوة في الإسلام
قام أبو بكر بتلمس الغار حتى تأكد من خلوه من الحيوانات الضارة أو الثعابين، ثم أخذ يمزق جزءًا من ثيابه ليسد بها الثقوب في جدران الغار، خشية أن يخرج منها أي مخلوق قد يؤذي النبي، صلى الله عليه وسلم. وعندما رأى النبي هذا التفاني والحرص من أبي بكر، قال له بإعجاب: “أ قطعت من ثيابك يا أبا بكر؟”، فأجابه أبو بكر: “أخشى أن يصيبك شيء يا رسول الله”.
بعد أن انتهى أبو بكر من تأمين الغار، استراح النبي، صلى الله عليه وسلم، ووضع رأسه على حجر أبي بكر ونام. وبينما كان النبي نائمًا، لدغت حية أبا بكر في قدمه، ولكنه لم يتحرك من مكانه خشية أن يوقظ النبي ويزعجه. رغم الألم الشديد الذي شعر به، استمر في الصمود حتى فاضت الدموع من عينيه من شدة الألم.
استيقظ النبي، صلى الله عليه وسلم، عندما شعر بدموع أبي بكر، وسأله عن ما أصابه. فأخبره أبو بكر بما حدث، قائلاً له: “فداك أبي وأمي يا رسول الله”. على الفور، قام النبي بتفقد جرحه وبدأ في مداواته، حتى خف الألم عن أبي بكر.
هذه القصة الرائعة تلخص مدى إخلاص أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، وحبه العميق للنبي، صلى الله عليه وسلم، واستعداده للتضحية بكل شيء من أجل حمايته. كان أبو بكر أول من صدق النبي، صلى الله عليه وسلم، وكان دائمًا في صفه، محبًا ومخلصًا في كل المواقف التي جمعتهما طيلة حياتهما.