أسمى قصة حب في الإسلام الجزء الأولأسمى قصة حب في الإسلام الجزء الأول

أسمى قصة حب في الإسلام الجزء الأول قصة السيدة زينب بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وزوجها أبو العاص بن الربيع، هي قصة مفعمة بالمحبة والتضحية والوفاء. بدأت القصة عندما تقدم أبو العاص، ابن خالة زينب، إلى رسول الله طالبًا يدها للزواج. أبو العاص كان معروفًا بحسن الخلق والأمانة، فوافق النبي على طلبه، لكن لم ينسَ أن يستشير ابنته زينب. عندما أخبرها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بقدوم أبي العاص لطلب يدها، احمر وجهها حياءً، وابتسمت موافقة على الزواج.

تم الزواج بين زينب وأبي العاص، وعاشا حياة سعيدة مليئة بالمحبة والمودة، وأنجبا طفلين، علي وأمامة. ولكن بعد سنوات، تغيرت الأوضاع، فقد بُعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالرسالة، وأصبح نبيًا مرسلًا من عند الله، وأسلمت زينب مع بداية الدعوة الإسلامية، بينما بقي زوجها أبو العاص على دينه القديم.

عندما عاد أبو العاص من سفره، أخبرته زينب بالمفاجأة الكبرى: “لقد بعث أبي رسولًا، وأسلمت.” لم يستقبل أبو العاص الخبر بارتياح، وأبدى تحفظه، قائلًا: “أما كان يحق لي أن تخبريني قبل ذلك؟” ومن هنا بدأت تظهر الفجوة بينهما بسبب اختلاف الدين. ومع ذلك، بقيت زينب وفية لزوجها، متمسكة بحبها له ودينها الجديد، وأملت في أن يهديه الله إلى الإسلام. وظلت تعامله بالاحترام والمودة على مدار عشرين عامًا، رغم اختلاف عقيدتيهما.

أسمى قصة حب في الإسلام الجزء الأول

وجاءت غزوة بدر، وقرر أبو العاص أن ينضم إلى صفوف قريش لمحاربة المسلمين، وهو قرار أثار حزن زينب الشديد. كانت تبكي بحرقة، متخوفة من أن يفقد أحدهما حياته في القتال، سواء كان والدها أو زوجها. دعت الله كثيرًا بأن يوحد بينهما وأن يجنبها تلك المصيبة.

وفي النهاية، أسر أبو العاص في غزوة بدر، ووصل الخبر إلى زينب في مكة. علمت بانتصار المسلمين وسألت عن حال زوجها، فقيل لها إنه أسير لدى المسلمين. أرادت زينب أن تفديه، لكنها لم تجد ما تفديه به سوى عقد كانت تملكه، وهو عقد والدتها السيدة خديجة، الذي كانت زينب ترتديه دائمًا كذكرى.

أرسلت العقد مع أخي أبي العاص إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذي كان في المدينة يتلقى الفدية لإطلاق الأسرى. عندما رأى النبي العقد، عرفه على الفور، فقد كان عقد السيدة خديجة، التي كانت حبيبة قلبه ورفيقة دربه. تأثر النبي تأثرًا كبيرًا وامتلأت عيناه بالدموع، ووقف مخاطبًا المسلمين، طالبًا منهم أن يسمحوا بإطلاق سراح أبي العاص، وإعادة العقد إلى زينب. وافق المسلمون على طلبه قائلين: “بلى، يا رسول الله.”

وهكذا، فُك أسر أبو العاص وعاد إلى مكة، وقد وعد النبي بأن يُعيد زينب إلى أبيها إذا عاد بسلام. وبعد فترة، أسلم أبو العاص وعاد إلى المدينة، وأعيدت زينب إلى زوجها بعد إسلامه، وعاشا معًا حياة مليئة بالحب والوفاء، دون أن يفرقهما شيء بعد ذلك.

هذه القصة تعكس قيمًا عظيمة من الصبر والوفاء والرفق بالآخرين، وهي نموذج رائع لأخلاق الإسلام وحكمة الرسول، صلى الله عليه وسلم.

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك

By Lars