قصة سورة التحريم قصة نزول سورة التحريم هي من القصص الهامة التي تبين مواقف من حياة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، مع زوجاته،
وتظهر كيف تعامل النبي مع المواقف العائلية بحكمة ورحمة،
وكيف أن الله سبحانه وتعالى أرسل آياته لبيان الحلول في مثل هذه المواقف.
في هذه القصة، كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يشرب العسل عند السيدة زينب بنت جحش،
مما أثار غيرة زوجاته، خاصة السيدة عائشة والسيدة حفصة، رضي الله عنهما. فاتفقتا على أن تقول كل واحدة للنبي، عندما يأتي إليها، إنه تفوح منه رائحة غير مستحبة، تشبه “المغافير” (وهي رائحة صمغ نباتي له رائحة غير مستحبة). وعندما تكرر ذلك من أكثر من زوجة، تأثر النبي بذلك وحلف ألا يشرب العسل مرة أخرى.
أنزل الله سبحانه وتعالى الآيات الأولى من سورة التحريم لتبيان أن ما فعله النبي، صلى الله عليه وسلم، من تحريم شيء أحله الله له، كان فقط رغبةً في إرضاء زوجاته. فجاءت الآيات لتوجه النبي الكريم بألا يحرم ما أحل الله له، وأنه من حقه التراجع عن يمينه، حيث قال الله تعالى:
قصة سورة التحريم
“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ” (التحريم: 1)
ثم توضح الآيات كيف أن الله أخبر النبي عن المؤامرة البسيطة التي دبرتها زوجاته، وأن النبي، رغم معرفته بالتفاصيل، اختار العفو والإعراض عن بعض ما حدث، كما جاء في قوله تعالى:
“وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ” (التحريم: 3)
الآيات تُختتم بتوجيه نصيحة لزوجتي النبي، عائشة وحفصة، بالتوبة إلى الله، وبأنه إن تظاهرا عليه، فإن الله ورسوله وجبريل والمؤمنين يقفون إلى جانبه.
هذه القصة تعتبر درسًا في التعامل مع العلاقات الزوجية وفي عدم المبالغة في محاولة إرضاء الآخرين، خاصةً إذا تعارض ذلك مع ما أحله الله.