يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة البقرة ” الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229) ” .

وأيضًا يقول جل وعلى في سورة الطلاق ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا(1) ” .

الطلاق أمر أحله المولى عز وجل ، فبالرغم من كراهته بسبب الأضرار التي قد تترتب على الطلاق ، ولكن في بعض الأوقات قد يكون الاستمرار في الزواج أشد ضررًا ، ولا يوجد في تاريخ الصحابة ما يسئ للسيدة المطلقة ، على العكس نجد أن من الصحابيات من طلبت الطلاق من زوجها مثل السيدة أسماء بنت أبي بكر والتي طلقت من زوجها الصحابي الكبير الزبير بن العوام ، وهذا الأمر لم يسئ لأيًا منهما .

ولكننا اليوم نجد أن الناس تعامل السيدة المطلقة بطريقة سيئة للأسف وكأنها قد ارتكبت جرمًا كبيرًا بانفصالها عن زوجها حتى لو كان يسئ إليها ، ومن بين حكايات السيدات اللاتي عانين من تبعات الطلاق ، يروي لنا سيدة من المملكة أنها مطلقة ولديها طفلين توأم لم تتجاوز أعمارهم العامين ، وتقيم بمنزل عائلتها منذ طلاقها .

ولكن عائلتها للأسف تمنعها من الخروج إلا للضرورة القصوى مثل شراء ملابس الأطفال أو الذهاب للصيدلية لشراء أدوية للأطفال ، وبالرغم من أن لها أخوة كثيرون ، ولكن كل واحد منهم متزوج ولديه أطفال ، ولا أحد منهم يريد أن يأخذها هي وأبنائها إلا بعد إلحاح من والديها .

وتقول السيدة أن أبنائها قد حرموا من الخروج حتى أنهم عندما يخرجون أحيانًا للطبيب مثلًا ينظرون للسيارات باستغراب ، وحتى والدها لأنه من النوع المحافظ عندما يجدها ترتدي ملابس مفتوحة أو سروال على سبيل المثال داخل المنزل ، يعنفها ويقول لها أن ارتداء هذه الملابس عيب بالرغم من أن سنها لم يتخطى 24 عامًا ،ولكنها تشعر أنها أصبحت محرومة من حق الحياة بسبب أنها أصبحت مطلقة .

وحتى أطفالها الصغار أصبحوا يعانون من الاكتئاب حتى أن أحدهم يظل نائم طوال النهار ولا يريد أن يستيقظ إلا بصعوبة ، فهم دائمًا ما يجدون أبناء أخوالهم يخرجون ويسافرون ويذهبوا للمولات ومناطق الألعاب ، أم هم فلم يشاهدوا تلك الأماكن حتى ، وحتى أنها أصبحت تكره أن تجتمع مع أخواتها وأبنائهم لأن أطفال إخوتها دائمًا ما يغيظون أطفالها الصغار ، وقد أصبحت تقضي الليالي وهي تبكي ، ولا تعرف كيف ستستمر حياتها هي وأطفالها في هذا الوضع الكئيب والذي فرض عليها ولا ذنب لها فيه .

By Lars