قصة واقعية عن فتاة بارة بوالدها في إحدى القرى، عاشت فتاة مع والدها وأخواتها الثلاث. كانت الفتاة الكبرى، بينما كانت والدتها قد توفيت منذ سنوات. تولى والدها، الذي كان تاجرًا، مسؤولية تربية بناته الأربع ورفض الزواج مجددًا خوفًا من أن تسيء زوجة أخرى معاملتهن.
الفتاة ترفض الزواج لرعاية والدها
كبرت الفتيات، وبدأ الخطاب يتقدمون لطلب يدهن، وبدأوا بطلب يد الأخت الكبرى. لكنها كانت ترفض دائمًا، مفضلة أن تزوج أخواتها أولًا. كانت تقول لوالدها: “إذا تزوجتُ، لن أستطيع رعاية أخواتي وأنت كبير في السن، دعني أرعاهن أولًا.”
بالفعل، زوج الأب بناته الثلاث واحدة تلو الأخرى، وبقيت الفتاة الكبرى. وعندما جاء خاطب يطلب يدها، رفضت قائلة: “لن أتركك وحدك يا أبي، فمن سيرعاك؟ أخشى أن يمنعني زوجي عنك.”
الوفاء لرعاية الوالد حتى النهاية
ظلت الفتاة بجوار والدها ترعاه، بينما انشغلت أخواتها بحياتهن الجديدة. مرض الوالد مع مرور الوقت، وكانت الفتاة لا تفارقه أبدًا حتى وفاته. بعد وفاته، اكتشفت الفتيات وصيته التي تنص على عدم بيع البيت إلا بعد أن تتزوج الفتاة الكبرى، لأنها لا تملك مكانًا آخر تعيش فيه.
محاولات الأخوات لبيع المنزل
لم تعجب الوصية الأخوات الثلاثة، فقررن بيع البيت رغم وصية والدهن. جاء رجل غني لشراء المنزل، وعرض مبلغًا كبيرًا. عندما علمت الفتاة الكبرى بالأمر، طلبت من المشتري أن يمنحها بضعة أشهر حتى تجد مكانًا مناسبًا تعيش فيه، ووافق الرجل بلطف.
المفاجأة من المشتري
بعد أيام قليلة، تلقت الفتاة اتصالًا من المشتري. ظنت أنه يريد استلام المنزل على الفور، لكنها فوجئت عندما طلب مقابلتها في مكتبه. هناك، قدم لها صك تنازل عن المنزل بأكمله وقال لها: “لقد سمعت قصتك وعرفت كم كنتِ بارة بوالدك. يسعدني أن أهديك هذا المنزل مهرًا لكِ، وأتمنى أن تقبلي أن تكوني زوجتي.”
الزواج وتعويض الله لها
قبلت الفتاة الزواج، ووجدت فيه رجلًا صالحًا وحنونًا، أفضل من كل من تقدموا إليها في الماضي. شعرت أن الله عوضها عن كل ما مرت به من صبر وتضحية. شكرت الله كثيرًا، لأنها آثرت بر والدها على حياتها الشخصية، فجعل الله لها نصيبًا خيرًا من كل توقعاتها.
العبرة من القصة قصة واقعية عن فتاة بارة بوالدها
- بر الوالدين مفتاح السعادة: الفتاة ضحت بسعادتها الشخصية لرعاية والدها، فجعل الله لها تعويضًا أعظم.
- الإحسان لا يضيع: الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، ويعوضهم خيرًا في الدنيا والآخرة.
- الصبر والتضحية طريق للفرج: بالرغم من رفض الفتاة للزواج سنوات طويلة، رزقها الله برجل صالح وزوج كريم.
- احترام الوصية: احترام وصية الوالد كان سببًا في الخير الذي حدث للفتاة.
قصة تعلمنا قيمة بر الوالدين، وكيف أن الله يكافئ من يضع أهله في أولوياته برزق وخير لا يخطر على بال.