قصة تحدي الموت عودة راكان البجاد للحياة بعد الغيبوبة
حادث غيّر الحياة: بداية الابتلاء
راكان البجاد، شاب سعودي أنهى دراسته الثانوية بتفاؤل وطموح كبير، إلا أن حادث سير مروع ناتج عن تهور سائق آخر غيّر مجرى حياته تمامًا. أصيب راكان بجروح بالغة أدخلته في غيبوبة استمرت تسعة أشهر. خلال تلك الفترة، كان قلبه متوقفًا عن النبض لمدة أربع دقائق قبل أن ينجح الأطباء في إنعاشه.
المعاناة الجسدية والنفسية
استفاق راكان من غيبوبته ليجد نفسه مقعدًا وغير قادر على الحركة. فقد الذاكرة كليًا ولم يعرف أهله أو حتى نفسه، مما جعله يعيش في عالم غريب لا يستطيع التواصل فيه. ومع ذلك، بدأت رحلة العلاج الطبيعي بتشجيع من أهله، واستطاع بعد عامين الوقوف على قدميه باستخدام عكازين.
كلمات الوالد: مفتاح التغيير
في لحظة مفصلية، قال له والده:
“عليك أن تختار بين البقاء رهين إعاقتك أو مواجهة المجتمع وتحقيق حلمك بإكمال دراستك.”
كانت هذه الكلمات بمثابة الشرارة التي أشعلت بداخله الأمل والرغبة في التحدي.
خطوة جديدة: العودة للدراسة
قرر راكان التقدم إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وتم قبوله في مجال التمويل والاستثمار. ورغم معاناته الصحية واستخدامه سماعة طبية تساعده على السمع، تحدى نظرات الشفقة واستطاع أن يحصل على البكالوريوس.
أول وظيفة وأحلام الابتعاث
بعد تخرجه، حصل راكان على وظيفة في هيئة الاستثمار بالمملكة. لكن طموحه لم يتوقف عند ذلك، فقد قرر الابتعاث إلى الخارج لإكمال دراسته. ورغم خوف والده عليه بسبب حالته الصحية، استطاع إقناع أسرته بالسفر بعد استخارته لله تعالى.
الابتعاث إلى أمريكا: تحديات وأمل
سافر راكان إلى الولايات المتحدة وبدأ بتعلم اللغة الإنجليزية، التي كانت عائقًا في البداية لكنه تجاوزها بإصرار. تم قبوله في جامعة جاكسونفيل (Jacksonville) لدراسة الماجستير في المحاسبة المالية. ورغم إصابته بمشاكل صحية استدعت إجراء عملية جراحية في أحد مفاصله، لم يتوقف عن متابعة حلمه. بعد التعافي، عاد ليكمل دراسته.
التخرج بامتياز: انتصار على التحديات
بعد عامين من الدراسة المستمرة والعمل الجاد، حصل راكان على شهادة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف في المحاسبة والمالية. لم تكن هذه الشهادة مجرد إنجاز أكاديمي، بل كانت دليلًا على قوة الإرادة التي مكنته من تحدي المستحيل والعودة للحياة.
الدروس المستفادة من قصة راكان: قصة تحدي الموت
- الإيمان والقوة الداخلية: رغم كل الصعوبات، لم يفقد راكان الأمل في رحمة الله وقدرته على تحقيق المستحيل.
- دور الأسرة: دعم الأهل كان حاسمًا في رحلة تعافي راكان وعودته للحياة الطبيعية.
- العزيمة والإصرار: الابتلاءات الكبرى يمكن تجاوزها بالإرادة والعمل المستمر.
- التعليم كطريق للنجاح: راكان لم يكتفِ بتجاوز إصاباته، بل حولها إلى فرصة لتحقيق طموحه العلمي والمهني.
الختام: رسالة من راكان
راكان البجاد هو مثال حي على قدرة الإنسان على الانتصار على الصعاب. يثبت أن كل ابتلاء يمكن أن يتحول إلى فرصة للتغيير والنهوض إذا واجهناه بالصبر والعمل، وأن النجاح الحقيقي يكمن في تحويل الألم إلى أمل.